بقلم:كامل محمد الاحمد
بعض الناس اظهروا الدهشة والاستغراب والعجب مما شاهدوه عصر يوم الخميس الماضي على شاشات التلفاز التي كانت تبث على الهواء مباشرة وقائع جلسة مجلس النواب التي شهدت التصويت على وثيقة الاصلاح السياسي واتفاقية انسحاب القوات الاميركية من العراق.ولماذا الدهشة والعجب والاستغراب.. هل انها المرة الاولى التي يتصرف بها الصدريون بهذه الصورة المخزية؟ وهل علينا ان نتوقع ان تصرفات نخبهم السياسية تختلف عن تصرفات عموم اتباعهم؟.. او هل علينا ان نتوقع وجود قيادة حكيمة وعقلانية تستطيع ان توزن الامور بطريقة صحيحة وتتخذ القرارات الصائبة؟..
كل ذلك لاينبغي لنا، ومن الخطأ ان نتوقعه وننتظره منهم لانهم لايفكرون بمصلحة العراق والعراقيين ، ولو كانوا يفكرون بها لما تسببوا بسياساتهم وسلوكياتهم المنحرفة بقتل اعداد هائلة من الابرياء، وبأحداث الخراب في الكثير من المناطق وبجعل الناس دروعا بشرية لهم كما كان يفعل البعثيين الصداميين.وناهيك عن انهم لايفكرون بمصلحة العراق والعراقيين فأنهم لايعرفون بالتحديد ماذا يريدون، ما يعرفونه هو المعارضة لكل شيء من باب خالف تعرف.
فهم كانوا الى وقت قليل يطالبون بجدولة انسحاب القوات الاميركية-الاجنبية من العراق، ويعتبرون ذلك مطلبا شعبيا، وزعيمهم المقيم في قم الايرانية حاليا وبكنف الجنرال قاسم سليماني ورعايته، هو نفسه اكد قبل عامين وفق ما ينقل عنه بعض السياسيين انه لابد من جدولة انسحاب القوات الاميركية، أي تحديد مواعيد ثابتة وواضحة للانسحاب، والان يقول شيئا اخر، وحينما تسأل أي سياسي صدري عن اسباب رفض الاتفاقية لاتجد عنده اجابة مقنعة ومبررة.
وعلى افتراض ان مسألة الرفض والمعارضة امر طبيعي في ظل السياقات الديمقراطية، بقطع النظر عن صواب الموقف المتخذ ام خطأه ، فأن ما هو غير طبيعي وشاذ هو عندما يكون التعبير عن الموقف الرافض عن طريق الفوضى والضجيج والتهريج بشكل لايختلف عن الاساليب المبتذلة والرخيصة وغير المسؤولة للناس الجهلاء.
https://telegram.me/buratha