المقالات

مجلس النواب ونكران الذات؟


( بقلم : علي الخياط )

نكران الذات هي أهم صفة لا بُدَّ من توفرها عند من يتصدى لزعامة الأمة ،فعليه إيثار مصلحتها على كل شيء ، وعدم الاستئثار بالقرار والرأي وان يشاور الاخرين بالقضايا المصيرية.. .و هذه الظاهرة كانت من أبرز ما عُرِف وتميز بها الإمام ( عليه السلام ) أيام خلافته، فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم خليفة تَنَكَّر لجميع مصالحه الخاصة مثل امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يَدَّخِر لنفسه ولا لأهل بيته ( عليهم السلام ) شيئاً من أموال الدولة ، فكان جل اهتمامه(ع) هو حفظ المبادىء الاسلامية و مراعاة مصلحة الامة، فقضى على مبدأ القرابة و العشيرة و الطبقية الذي كان سائدا، فلم يقبل التفاوض مع سارقي اموال الشعب، و ظلت مبدئية الامام و صلابته في الاسلام اصيل ورثها من رسول الله(ص) الى ان استشهد في سبيل مبادئه و قيمه، لأن المهم لديه هو ان يرضي الله سبحانه و تعالى سواء رضي الناس او لم يرضوا، فقضى حياته(ع) ناكرا لذاته، زاهدا في كل شيء، مترفعا عن الدنيا، بل مطلقها ثلاثا لا رجعة له فيها.

كنت احدث نفسي واتساءل.. ترى ما الذي غير موقف البعض من الكتل السياسية والشخصيات الاخرى ،والتي كانت تطالب بقوة بجدولة انسحاب القوات الامريكية ،حتى ل (عشر سنوات) ولعل الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة تستحق ان توصف بانها فارقة مهمة في التاريخ السياسي الحديث للعراق ويقع عليها جملة نتائج في المستقبل المنظور.؟ ولم افاجأ حين تحدث السيد المالكي الى الشعب مبينا بعض تفاصيل الاتفاقية.. ومن جملة ما قاله. (لا وجود لبنود وملاحق سرية في الاتفاقية) وهو ما هلل له وطبل العديد من السياسيين والبرلمانيين، واشخاص يحملون صفات ورتب متنوعة...قال ايضاً( ان القادة السياسيين كانوا على معرفة بما دار في المفاوضات بين الوفدين العراقي والامريكي) وهي اشارة الى بعض من تحدث به عن اسرار تكتنف المفاوضات وتنازلات تخل بالسيادة الوطنية قدمها المفاوضون العراقيون لنظرائهم الامريكيين، مع ما في هذا من قدح بوطنية المفاوض العراقي، ومهنيته وحرصه على مصالح بلاده. وكأن هؤلاء المنتقدين الذين يجهلون بنود الاتفاقية هم الوطنيون الحريصون على بلدهم دون سواهم.

قال: ابدي اسفي على كل من كان يعارض الاتفاقية من دون ان يطلع على محاورها، فيما راح البعض يمارس ازدواجية سياسية في مواقفه منها ويعمل على تضليل الرأي العام من خلال الادعاء بوجود بنود في الاتفاقية تتحكم من خلالها الولايات المتحدة بوزارتي الدفاع والداخلية والسيطرة على التفط والثروات.. ويبدو ان البعض لا يجيد سوى الرفض حتى مع تلبية متطلباته، وبالامس كان عدنان الدليمي زعيم التوافق ينادي بحتمية التوقيع على الاتفاقية لانها تضمن مستقبل العراق، ثم عاد بعد ان صار التوقيع قريبا ليقول.. انه لن يوقع، والاسباب معروفة مع انه اثنى على المالكي وعلى الاتفاقية في اجتماع الكتل السياسية ،وآخرون طالبوا بجدولة الانسحاب، وحين تحقق ذلك، رفضوا وكانوا يعدونه شرطاً، واخرون ابدوا تحفظهم على بنود الاتفاقية (القائمة العراقية) بينما كان ابرز قادتهم (عزت الشابندر) يهتف في كل محفل.. ان الذي لا يوقع على الاتفاقية شخص خائن..والاغرب من ذلك مايتصوره البعض من الجهلاء والدخلاء على السياسة ان الاتفاقية للمالكي وليست للشعب العراقي وهؤلاء الذين بدت مقاعدهم تهتز ،وهذا قصور واضح يدل على غياب الرؤية الحقيقية ،للواقع السياسي (الخطر)الذي يمر به العراق حاليا. ذلك يذكرني بقول امير المؤمنين (ع)حين خاطب اهل العراق( لقد ملئتم قلبي قيحاً) والقيح قد يملأ قلوب اخرين وذلك متاح للمالكي قبل انتهاء ولايته..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك