( بقلم : عزت الاميري )
في زمن النظام المقبور كانت كل أجهزته القمعية الشيطانية الملحدة تحرص على تغييب أي مسار ديني حتى في مبرزات الحضارة الإسلامية التراثية لبغداد وخاصة عندما يتعلق الأمر برجالات تاريخيا من ابرع العلماء في كل الاختصاصات ماداموا من شيعة محمد ص مع كل القهر القاسي وشدّة التنكر لقيم المسلمين الشيعة ومحاصرة الفكر في التداول الكتابي للتراث سلميا وقلة المحاضرات وندرتها وقلة ارتياد المساجد لانها تقربهم للموت علنا ،حافظ الشيعة العراقيون على خارطة طريق أئمة الهدى بمستويات ابهرت الان من يدرس المدّ الفكري للشيعة تاريخيا مع قساوة المشهد بترو وتعقّل وإمعان وتجرد.
من أفذاذ الفكر الشيعي رجال كانوا حفظة للدين القويم وبقت شذراتهم الذهبية الجوهرية سياجا حاميا للأجيال اللاحقة بما قدموه من علم غزير منهم الإمام الكليني صاحب الكافي الذي كان كتابه من مراجع التراث الفكري الإسلامي . أين مدفون الإمام الكليني؟ حتما في بغداد كما تقول المصادر الموثوقة ولكن أين؟هنا حرص النظام السابق على عدم الإشارة لمدفنه حتى من المنظور التراثي حضاريا على الأقل لماذا لأنه من أئمة الشيعة فقط، تقول المصادر إنه مدفون في جامع الآصفية في بداية شارع النهر بجوار المدرسة المستنصرية وتشير لوحة الرخام المرمرية الى ان الجامع مدفن للإمام المحاسبي؟ ولكن لاإشارة مطلقا لبحر العلم الكليني وخاصة فيه!!كان لي صديق مؤمن قال لي انه سأل متولي الجامع سابقا بعد ان تبادلا الحديث الخافت خوف الأمن الصدامي ، هل ان الكليني مدفون هنا؟ فاجابه خادم الجامع نعم ولكننا نخاف القول خوف ان يصبح مزارا !!! اليوم طبعا لاخوف ولكن هل تصدى احد من الحكومة اوالاثار او من امانة بغداد اومن السياحة او الاوقاف او من وزارة الثقافة التي تكرّم المبدعين والفنانين..... هل تصدى ل لحقيقة وابرزها للعيان؟ على الاقل من الجانب الاسلامي او التراثي او الحضاري بلاقياس مع الآخرين؟
ان شيعة العالم الان يتعرضون لضغوط كبرى ليس من اسرائيل وامريكا واوربا الكفار!! بالمفهوم المعلوم بل من إخوانهم المسلمين وياريت الضغوط فكرية او انسانية ولكنها تدميرية قتلية ببشاعة لاحظوا ما يحصل في الباكستان للشيعة بشكل شبه يومي لاحظوا الحكومة المصرية والاردنية والسعودية وحتى الاماراتية مثلا تدخل العواهر الاوكرانيات بلا فيزا ويمنعون العراقي من الدخول اذا كان في جوازه زيارة لاايران!!
انصفوا مفكرينا واحتفلوا تراثيا بهم ويستحق الكليني لافتة مرمرية أخاذة تجاور الإمام المحاسبي على الاقل وتسر الناظرين ولاتهملوا الامر ابدا من باب حضاري تاريخي سياحي فو والله لوعرف اليونسكو علم ذاك الرجل لتبنى الأمر نيابة عن نسيانكم! واليونسكو غير مهتم بالعقائد كما تعلمون وانتم مهتمون حتما ويقينا فانصفوه!
عزت الاميري
https://telegram.me/buratha