بقلم : علي الملا
ان للرافضين اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق اسباب كثيرة ولم يكن موقفهم المتشنج نابعا من ارادة وطنية او مصلحة عليا للبلد وانما يستندون الى حقائق ووقائع تقض مضاجعهم وتقضي على وجودهم اذا ما تم الأتفاق وانسحبت القوات المحتلة من العراق . فنرى جبهة التوافق والتيار الصدري وبرغم اختلافهم العقائدي والمذهبي وخلافاتهم السياسية الطويلة العريضة الا انهم يتوحدون ويشركون في الخوف من المستقبل ومن استقلال العراق ويشعرون بالأطمئنان والسكينة مادامت القوات الأمريكية تسرح وتمرح وتفعل ما تشاء في هذا البلد , فالأتفاقية تعني تققيد وتأطيرعمل هذه القوات ووضع سقف زمني اقصاه عام 2011 للأنسحاب وبالتأكيد فأن كل عاقل وكل حريص على وطنه وشعبه يفضل هذه الأتفاقية على بقاء القوات الأمريكية تمارس السلطة الكاملة على ارض وسماء وشعب العراق , وهنا أود ان اشير الى أسباب رفضهم الأتفاق جملة وتفصيلا أو ربطه بأمور لا علاقة لها بالاتفاقية من قريب أو بعيد وهي:
1ـ اذا تحجمت سلطة القوات الأمريكية أو انسحبت من العراق أو المدن على الأقل فهذا يعني وضع جميع المعتقلين من الأرهابيين والخارجين على القانون الموجودين لدى قوات الأحتلال تحت سيطرة الحكومة وبالتالي تحويلهم الى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل , وهذا يقضي على كل بارقة أمل لخروج هؤلاء المعتقلين دون ان يحاسبوا على اعمالهم الأجرامية . ونحن نعرف ان لكلا الكتلتين المعترضتين عدد لا يستهان به من المعتقلين والمجرمين الخطرين .
2ـ انسحاب القوات الأمريكية يعني تسليم علي حسن المجيد وسلطان هاشم والأخرين الى الحكومة العراقية وبالتالي تنفيذ حكم الأعدام بهم وهذا أمر ناضل البعض نضالا مريرا من أجل عدم تحقيقه وايقاف تنفيذ الحكم .
3ـ اذا انسحبت القوات الأمريكية فان الكثير من القيود والمعوقات سترفع عن الحكومة العراقية وبالتالي سيتم تطبيق قانون المساءلة والعدالة مما يعرض البعثيين الكبار الذين عادوا الى دوائر الدولة ومؤسساتها الحيوية الى خطر الطرد أو المحاسبة وهذا ايضا مبدأ مرفوض لديهم .
4ـ استقلال العراق سيضمن تطبيق القانون بدون تدخلات واملاءات من الطرف المحتل وفق مايراه مناسبا من وجهة نظره بأعتباره مسؤولا عن أمن البلد وسلامته أمام الرأي العام العالمي , مما يعني وقوع العديد من النواب والمسؤولين الحكوميين تحت طائلة المحاسبة ووضعهم في قبضة العدالة (وما لهم من شفيع حميم) .
5ـ استقلال العراق يعني خروجه من البند السابع مما يتيح له بناء جيش قوي ومسلح وقادر على حماية حدوده وحماية دولته الدستورية من اي انقلاب يمكن ان يفكر به أحد , وبالتالي القضاء على اي أمل للبعثيين من العودة الى السلطة بأنقلاب ( أبيض أو أسود) .
6ـ تبعية هاتان الكتلتان الى دور الجوار قد تعدت تبعية المصالح والمنفعة المتبادلة ووصلت الى حد العبودية لهذه الدولة أو تلك , ومن المعروف ان دول الجوار لا تريد عراقا قويا ومزدهرا لاسباب كثيرة , لذا اعلنوا رفضهم بناءا على أوامر صدرت اليهم من تلك الدول بالوقوف بوجه الأتفاقية.
7ـ افلاس هاتان الكتلتان من الرصيد الشعبي الذي يؤهلهما للفوز في الأنتخابات القادمة وبخروج القوات المحتلة ستنتفي الحاجة الى المساومات السياسية والأمنية التي دخلوا بواسطتها الى مركز السلطة والقرار مما يعني انهم سيصبحون خارج اللعبة السياسية مثل القوات الأمريكية .
وهناك اسباب كثيرة لدى الرافضين للأتفاقية تجعلهم يتمسكون بموقفهم ولكنهم لا يستطيعون اعلانها , فهم لم يعطوا أي سبب مقنع لأقرانهم السياسيين أو للشعب العراقي فكل ما نسمعه منهم شعارات في شعارات كما كان (صدام حسين) في خطاباته الطويلة المعبأة بالوطنية والمثالية في الحكم وأما افعاله فكانت طامة كبرى على شعب العراق بكل طوائفه وقومياته , لذا لابد من الأنتباه الى خطورة المرحلة لأنها مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل هذا الشعب , فأما ان يتقدم الى الأمام ويعيش حرا مستقلا او عود الى سابق العهد والأيام ليخرج برغم انفه وهو يهتف ( بالروح بالدم نفديك ياصدام ) .
https://telegram.me/buratha