بقلم : علي الملا
عندما تعرض النفائس في المزاد يتجمهر الراغبون بالشراء ويتفحصون المادة المعروضة للبيع ويبدؤن مداولاتهم وتقييماتهم ويحسبون الربح والخسارة والقيمة التقديرية وما الى ذلك من حسابات , بينما يكون دور المالكون للمادة المعروضة للبيع في المزاد دورا ترغيبيا ويظهرون ميزات وحسنات بضاعتهم ومواصفاتها الفريدة (حسب رأيهم) التي لاتوجد الا في بضاعتهم بل وفي احيان اخرى يلجأون الى أساليب ملتوية لغرض الترغيب واضفاء الصورة الرائعة على ممتلكاتهم سعيا للبيع بأعلى سعر يمكن الحصول عليه من المزاد بينما يقف جمع من الناس يتابعون عملية المزايدة ارضاءا لرغباتهم أو حبا للاستطلاع وهذه هي القاعدة العامة في المزادات المحلية والعالمية .
ولكن من أغرب وأعجب المزادات هو المزاد الذي أراد فيه البعض من النواب (الشرفاء جدا) أن يبيعوا العراق بكامل محتوياته (شلع) لدول الجوار التي لم تحترم شعوبها ولم تشبع بطون جياعها ولم تكسوا اجساد أبناءها العراة , منادين بأصواتهم العالية التي كانت سابقا معتادة على المناداة في الشوارع (عتيك للبيع) , وفي ليلة وضحاها تحولوا الى تجارة بيع الأوطان رافضين منطق العقل ومبدأ المصلحة الوطنية ومتمسكين بشعارات حفظوها عن ظهر قلب دون أن يعرفوا جوهرها وأين تستخدم وكيف تستثمر متناسين أو متغافلين عن ان من لقنهم هذه الشعارات الوطنية والسيادية لم يستكملوا السيادة على اراضي دولهم ومازالت ترزح تحت وطأة احتلال أو وصاية قوة عظمى أو معاهدة مذلة ومخزية .
لقد ابتدع هؤلاء نوعا جديدا من المزادات , ليس بنوع البضاعة المعروضة للبيع فقط وانما بالطريقة المتعارف عليها في البيع , فلأول مرة في التاريخ يحاول البائع بكل ما أوتي من قوة أن يقلل من سعر بضاعته ويحاول ابراز العيوب واخفاء الحسنات محولين المزاد الى مناقصة علنية فمن يشتري وطنا بأقل ثمن يأخذه ( وشايف الف خير ) فالمهم هو ارضاء الجيران . ولم لا , ألم يوصينا الله تعالى في كتابه العزيز بالجار ؟ ألم يوصينا نبينا الكريم بالجار؟ ألم يكن آباءنا وأجدادنا يقولون لنا دائما ( اسأل عن الجار قبل الدار ) .
https://telegram.me/buratha