( بقلم : سليم الرميثي )
منذ ان عرف الانسان مفهوم الدولة وسن القوانين.. وكل دول العالم لها علاقات واتفاقيات مع بعضها البعضوفي كل المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية والانسانية على هذا الاساس تكونت الامم والشعوب .. اما في العراق مع كل الاسف فالشكوك والتناقضات والتخوين عند بعض السياسيين لاينتهي عند حد ولايعرف لها اتجاه واصبحت هذه الحالة وجبات يومية يتغذى عليها الفوضويين ليل نهار. خصوصا في هذه المرحلة التي يمر بها شعبنا فان قررت الحكومة ان تقوم باتفاق مع دولة ما تقوم قيامة هؤلاء
فايران بالنسبة للبعض العدو الاول وامريكا عدو والغرب عدو والعرب اعدائنا فلانريد اتفاقيات ولا معاهدات مع كل العالم اذا فلنصنع لنا دولة على كوكب ليس فيه عالم غيرنا. العراق وحسب تاريخه السياسي دائما علاقاته متوترة مع الجيران والعالم واتحدى اي مفكر او مثقف ان يقول غير ذلك او عكسه نحن كمواطنين لانتذكر اصدقائنا ولو سالنا اي عراقي عن اصدقائنا لما استطاع ذكر واحد ولكن لو نساله من هو عدونا لعدد كل دول العالم.
بلدنا المنكوب دائما في حروبه وعداواته على مر الازمنة الغابرة آن له ان يصحح مساراته ويسحق القديم ومآسيهويسير في الاتجاه الصحيح وهذا لم ولن يتحقق الا بتكاتف شرفائه وعقلائه .اما الشعارات العنترية وشعارات الحروب والكراهية للاخر يجب ان تنتهي والى الابد ويجب اسكات مطلقيها. كل دول العالم لها علاقات ومعاهدات سواء كانت دول قوية او ضعيفة لانها بحاجة الى هذه العلاقات ومنها العراق ايضا يجب ان تكون له علاقات طيبة مع كل دول العالم صغيرها وكبيرها قويها وضعيفها ....
المتابع لما يجري من احداث على الساحة العراقية ربما يصاب بالاحباط اوبشيء من من الحيرة اتجاه بعض التيارات والاحزاب المشاركة في الحكومة او التي تجلس تحت قبة البرلمان او حتى بعض الاخوة من الكتاب والمفكرين السياسيين. رغم اننا تعودنا عليهم وعلى سماع مايقولون وكانهم جاؤوا فقط ليتربصوا ويعترضوا على كل شيء ولايقبلوا اي شيء اي انهم ومنذ سقوط اللا نظام وهم في حالة من الهيستيريا الفوضوية والتي تسببت بعرقلة كل الجهود الوطنية المخلصة التي تحاول خلاص هذا البلد من ازماته ومشاكله.
فمثلا الان يمر بلدنا في ازمة قبول او رفض الاتفاقية مع الامريكان هناك مع الاسف بعض التيارات والاحزاب وبعض من اخوتنا الكتاب كانوا يصرخون ليل نهار بوجوب خروج الاحتلال ومنهم من كان يريد الجدولة على الاقل والا فان الكوارث والمصائب لم ولن تنتهي في العراق. نحن كنا نعلم ان الحكومة العراقية لو رفضت الاتفاقية كانوا هؤلاء انفسهم سيقبلونها بحجة ان ان الحكومة العراقية عميلة لايران ونفذت اجندة ايرانية وعند قبول الحكومة وهذا ماحصل والحمد لله اصبحت الحكومة عميلة للامريكان .
اي ان الفوضويين سيعترضوا على اي اتجاه تسلكه الحكومة..في الاتفاقية وحسب اطلاعنا واهم بنودها هو عملية الانسحاب وكيفية تنظيمها بحيث لو انسحبت القوات الامريكة ان لاتكون خلفها فوضى تعيد البلد ونظامه الى الصفر واجزم لو حدث ان انسحبت القوات الامريكية وبشكل غير متفق عليه مع الدولة فان الكارثة الكبرى ستقع ولن ينجو منها احد وسيتمزق العراق ويصبح فريسة سهلة للارهاب ولبعض دول الجوار التي تتربص ببلدنا لاثارة الفتن والمصائب.
اما مايسمى بهيئة علماء المسلمين فهي اسمت اتفاقية الانسحاب باتفاقية الاذعان وقالت انها عار على من قبلها او وقعها وتكلمت عن ايران وتدخلها في العراق بحيث اصدرت بيان كله تهجم وشعارات عفلقية وعنترية مللنا منها دون ان تطرح حلا تطيب فيه خواطر العراقيين فهي لا ترضى الا عن القتلة والمجرمين الذين عاثوا في الارض الفساد. هؤلاء لايختلفوا كثيرا عن بعض اخوانهم في البرلمان العراقي مع الاسف وهم متفقون جميعا على ان الحكومة لو رفضت الاتفاقية فشعارهم العمالة لايران ولو قبلتها فشعارهم العمالة والاذعان للامريكان..
اما الفوضى الاخيرة التي حصلت في البرلمان فالصور تحكي بما لايقبل الشك من هو المتسبب بها وكيف تصرفواامام انظار العالم وخصوصا احد الاعضاء الذين يمثلون التيار الصدري مع احترامنا لكل الاخوة العقلاء لهذا التيار و شاهدنا كيف كان يضرب الطاولة ويرمي ما كان عليها من اوراق فهذا المنظر العجيب يفسر لنا العقل والفكر الذي يحمله الاخ المنزعج جدا بحيث لم يستطيع التعبير عن رفضه للاتفاقية الا بهذا الاسلوب الهمجي.. على البرلمان ان يضع حدا لهذه المهازل ولمسببيها عن طريق اصدار قوانين صارمة بحق من يستخدم العنف او السب والشتم داخل قاعة البرلمان او على الاقل يتم طرد اي عضو يتجاوز على رئيس البرلمان او على اي عضو اخر وان كررها بعد عقوبة الطرد يجب منعه نهائيا من المشاركة بالجلسات العلنية على الاقل..
واخيرا وليس اخرا نقول ان هذه الاتفاقية اشبهها بحمار جحى...الذي ركبه ومضى به مسافة وكان الجو حارا فسمع جحى من الناس مالايرضيه من كلام وانه بلارحمة فنزل من حماره لعله يرضي الاخرين وبعد مسافة ايضا بدا يسمع من الناس كلام يزعجه مثل ان جحى يملك حمارا ولايركبه او يستعمله لخدمته فهو بنظرهم مجنون او غبي عندها صرخ جحى وقال باعلى صوته ماذا تريدون مني ان افعل هل تريدون مني ان احمل حماري على ظهري .. اي ان الحكومة وقعت الاتفاقية او لم توقعها في كلا الحالتين ستتهم بالعمالة للبعض..اعانك الله ياعراق..
https://telegram.me/buratha