دلالة قسم زينب (ع)

بقلم : سامي جواد كاظم

أهل البيت(عليهم السلام) نجوم بزغت على هذه الأرض فتمسح الخلق ببركاتهم فاستدامت ومنحت الأمان ولولاهم لساخت بما عليها فأينما يول الإنسان بوجهه في طول الأرض وعرضها يشم رائحة و عبق النفحات النبوية، شهدت بذلك قمم الجبال التي ضمت آثار أقدامهم الشريفة وسهول الأرض التي احتضنت رفاتهم المقدسة وكان الأرض قد أبت إلا أن تسبح لله ببركاتهم .

مقولة قالها الامام السجاد عليه السلام بحق عمته السيدة زينب عليها السلام الا وهي ( عالمة غير معلمة) .زينب عليها السلام صورة لنتاج نبوي علوي مقدس لامرأة مُلئت علما وخلقا وأخلاقا وانها مجاهدة من الطراز الأول وبطلة شهدت لها ساحة كربلاء ومتكلمة بارعة انكست بكلماتها رؤوس الطواغيت .لنتامل الكلمات الثلاثة التي قالها الامام السجاد (ع) بحق عمته ( عالمة غير معلمة ، فالعالمة هي التي لها اطلاع على ما يعترضها من امور اي ان لها علم تستطيع الاجابة على هذه الاعتراضات والاشكالات وانها طلقة اللسان في رد الطواغيت اذا ما تجرأوا وفعلا تجرأوا في مجلس يزيد على ظلم ال الحسين عليه السلام بتصرفاتهم وكلامهم وهم سبايا فكان ردها اوجع من السيف.ودليل علمها هو قسمها عند يزيد بان ايامه عدد وانه والله لن يمحو ذكر ال الحسين عليه السلام .قفوا معي عند قسم زينب عليها السلام فالمعروف القسم له حدوده في اقرار او نفي حق ولكن القسم على امر سوف يحدث مستقبلا الا وهو بقاء ذكر ال بيت المصفى عليهم السلام فان هذا لا يكون اعتباطا لا سيما وان الواقعة الحسينية مر عليها ( 1400 ) سنة وذكراها تتوهج وتزداد تالقا يوم بعد يوم وانه تاكيد لقسم زينب ، والقسم المغلوط يترتب عليه كفارات ومعاصي وزينب بنت الامام علي عليه السلام لا يمكن لها ان تقدم على هكذا قسم ، واقدامها على القسم هذا ناتج من مقدرة علمية تتمتع بها جعلها بكل ثقة تقسم قسمها هذا اذن هذا القسم هو احد تاكيدات كلام الامام السجاد (ع) بعلم زينب.

واما ايام يزيد عدد كما ذكرت الحوراء عليها السلام فهذا التاريخ يحدثنا ويثبت ان ايام يزيد حددتها زينب (ع) قبل ان يخطها التاريخ عند هلاك يزيد . غير معلمة ــ الغير هو النفي والنفي لاي شيء ؟ النفي بان هنالك من علّم زينب هذا العلم نقصد به طرف ثالث غير اهل بيتها ، وهذا يقودنا الى نوعية هذا العلم . نستطيع ان نقول عن هذا العلم بانه علم لدني اي انه الهي طالما كان طريقه الى زينب من خلال اهل بيتها عليهم السلام ، وتتسلح في هذا العلم حتى تكون قدوة لنساء عصرها ومنارا لمن بعدها .

واخر المطاف احب ان انوه لبعض العبارات والقصص الخيالية التي يحوكها بعض القراء سواء كانت بجهل او بقصد فالنتيجة سلبية حيث ان زينب عليها السلام العالمة الغير معلمة لا تشق الجيوب ولاتنثر الشعر كما يصورها بعض الروزخونية لهذا اتمنى على الاخوة الذين لهم القدرة والاستطاعة ان يهذبوا هذه الافكار وان يمنعوا كل من يذكرها