المقالات

المرجع المقدس!

1266 19:44:00 2008-11-19

( بقلم : احمد عبد الرحمن )

اذا كانت الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات السابقة، والانتخابات المقبلة، تمثل جزءا مهما من معالم وملامح ومصاديق نجاح العملية السياسية في العراق الجديد، وجزءا من المؤشرات والبراهين والدلالات الواضحة والجلية على عمق واهمية التحولات والمتغيرات الجذرية الحاصلة، فأنها في ذات الوقت تعبر عن الاسس والمرتكزات الصحيحة التي بنيت عليها العملية السياسية.

وحينما نتحدث عن الاسس والمرتكزات الصحيحة، فأننا نعني بالدرجة الاساس الدستور الدائم، الذي مثلت كتابته والتصويت عليه من قبل غالبية ابناء الشعب العراقي الانجاز التأريخي الاهم. ومن الخطأ الاستهانة بذلك الانجاز التأريخي او التقليل من اهميته بالنسبة لكافة العراقيين من دون استثناء، ومن غير الممكن التجاوز او القفز او الالتفاف عليه تحت اية ذريعة من الذرائع او اي مبرر من المبررات، لانه كان نتاج جهود وتضحيات مضنية وجبارة.

واليوم حينما يتهيء العراقيون لخوض ملحمة انتخابية جديدة، تفوق في اهميتها الملاحم الانتخابية السابقة، في نفس الوقت الذي تمثل فيه تعزيزا للنتائج والاثار والمعطيات الايجابية التي جاءت بها، فأنما يعني ذلك استفتاء اخرا على الدستور، وترجمة اخرى صادقة للممارسة الديمقراطية السليمة.  ان الدستور الذي اقر النظام الديمقراطي الاتحادي التعددي في العراق، وطوى صفحات الديكتاتورية والاستبداد والتسلط والقمع والتغييب والاستئثار، ينبغي الحفاظ عليه وصيانته وعدم انتهاكه والتجاوز عليه، وينبغي التعامل معه كمرجعية اساسية، والفيصل لحسم الخلافات والاختلافات، لان ذلك من شأنه ان يؤدي الى الحفاظ على التجربة العراقية الجديدة وتجنيبها المنزلقات الخطيرة، والخيارات السيئة، ودفعها باستمرار الى الامام.

والانتخابات، سواء كانت برلمانية او انتخابات لمجالس المحافظات، او لمجالس الاقضية والنواحي، هي المصداق الابرز والاوضح، والمشاركة الحقيقية في رسم سياسات البلد وادارته وتقرير شؤونه المصيرية، هي مصداق اخر لايقل وضوحا ولا اهمية من الانتخابات، ان لم يكن احد معطياتها ومصاديقها. وبقدر ما يحترم الدستور بقدر ما تتحقق الكثير من المكاسب والمنجزات، وبقدر ما تكون الانتخابات سليمة وشفافة، بقدر ما تكون صورة عراق الغد مشرقة، والافاق واسعة وفسيحة لتحقيق الكثير من اماني وتطلعات وطموحات ابناء شعبنا العراقي. الدستور هو المرجع المقدس للجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك