المقالات

أطفال حينا هتفوا للتغيير أيضا! (Yes yes to Obama)

1119 14:30:00 2008-11-18

( بقلم : بشرى الخزرجي )

لا أدري لماذا تخيلت عند فوز الرئيس الأمريكي الجديد السناتور الأسمر باراك اوباما، أن يوما ما سيأتي رجل من أصول هندية ويحصل على منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا! خاصة وان الهنود الآسيويين في بريطانيا وبجميع أطيافهم الدينية والعرقية يشكلون ثقلا وحضورا شاخصا في معظم مجالات الحياة، فلا يخلو مكان من الإدارات الحكومية والمراكز الصحية والمدارس والمتاجر وغيرها، من هذا الوجود الحيوي الفاعل.

مجرد خيال، سرعان ما استبعدته الصحف البريطانية في اليوم التالي معلله صعوبة تحقيقه في المستقبل القريب! قادني إليه أطفال محلتي وشارعي اللندني الضيق الذي يتسم بالتنوع العرقي والديني كما هو الحال بالنسبة للكثير من أحياء مدينة لندن العريقة، أطفال المحلة هؤلاء تفاعلوا مع خبر فوز اوباما ما دعاهم إلى إطلاق هتافات شبيهة بتلك الهتافات التي تطلقها فئات من أبناء الشعب العراقي في مظاهراتهم ضد الوجود الأمريكي .. نعم ، نعم لأوباما! رددوها أمام باب بيتنا وهم ينادون على صديقهم ولدي الصغير (علي) كي يشاركهم هذه الفرحة! منظر رائع جسده صغار الحي جعلني أتساءل عن سر هذه الفرحة البريئة؟ مع إن الفوز بذاته قد لم ينل استحسان شرائح واسعة من الكبار في الغرب ممن لا يزالون ينكرون مثل هذا التغيير، والذي انتظره السود من سكان القارة الأمريكية طويلا.

يقال أن السيد اوباما واجهته صعابا كثيرة خلال حملته الانتخابية وبعد الفوز بالرئاسة، وذلك من قبل خصومه الذين يظهرون الديمقراطية ويضمرون الفكر العنصري!، ويبدو أنهم من سيصطاد هفواته وسقطاته في المرحلة المقبلة وكيفية تعامله مع العديد من الملفات الحساسة التي تشغل اهتمام الشارع الأمريكي وفي مقدمتها ملف الوجود الأمريكي في العراق والاتفاقية الأمنية التي أريد لها التوقيع قبل استلام الرئيس الجديد مهامه رئيسا للولايات الأمريكية، والتي طال الحديث عنها وعن أهميتها بالنسبة للعراق ومستقبله حيث قبلها البعض بينما رفضها الآخر، كلاً حسب قناعته، وقد حسمت الحكومة العراقية النزاع بالموافقة وبالإجماع على الاتفاقية في 16/11/2008م، إذ ترك الأمر ألان لأعضاء مجلس النواب العراقي من أجل التصويت على القبول بها أو الرفض ، والوثيقة المهمة ستلزم قوات الاحتلال الخروج من العراق سنة 2011م أي بعد ثلاث أعوام، كما ستساهم في رفع الحصار الإقليمي والدولي عنه بعد خروجه من (الفصل السابع) وتبعاته المقيتة، وهي كما نظن وبعيدا عن الشعارات والمزايدات الأنسب في المرحلة الحالية.

وليس بعيدا عن العراق والغزو الأمريكي، جميعنا يتذكر المظاهرات والإعتصامات التي خرجت ضد دخول القوات المتعددة الجنسية العراق في تلك الفترة، وقد كنت من ضمن الجموع الكبيرة في آخر مظاهرة مليونية طافت شوارع لندن مع إيماني ومن كل قلبي بضرورة التخلص من النظام القمعي الذي أذاقنا صنوف العذاب، كنت لا أرى في احتلال العراق وإراقة المزيد من الدماء الحل والطريقة المثلى، لكن جرت المقادير أن لا يبقى سبيل للإطاحة بالصنم إلا عن طريق عمليات القوات الأجنبية ، التي ساهمت بجد رغم اعترافنا بأخطائها إلى إزالة نظام دكتاتوري قمعي جثم على صدور العراقيين لسنين طوال.

التحديات الكبيرة الأخرى التي تهم العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، من أزمات مالية ضربت عمق الاقتصاد الدولي إلى مشاكل سياسية تهم أمن واستقرار دول عدة في عالمنا المترامي الأطراف، ستكون في انتظار الرئيس الجديد أيضاً، فهل سينجح باراك حسين اوباما في حل كل هذه الملفات الساخنة ؟ وهل سنشهد تغييرا في السياسة الأمريكية الخارجية يوازي تغيير وصول العنصر الأسود إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض؟.. تغييرات تجعلنا نهتف بما هتف به أطفال حينا صبيحة الفوز بالانتخابات (Yes yes to Obama) نعم، نعم أوباما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك