المقالات

سلسلة الوحدة الإسلامية ( الجزء الثاني )

1106 05:47:00 2008-11-18

( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

التقية والإتهام بالنفاقإن مصطلح التقية هو الوجه الآخر لمصطلح ( الإكراه ) الذي نستخدمه نحن أهل السنة وهو أن تظهر ما يوافق الأعداء من قول أو فعل ( ما لم يكن فيه دماً ) لدفع ضررهم وتجنب شرهم. ونلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم قد أشاد بسيدنا عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) عندما نال من الإسلام بلسانه ليدفع الموت عن نفسه من المشركين حيث قال تعالى : ( إلا أن تتقوا منهم تقاةً ) فنحن نسمي فعل عمار بن ياسر رضي الله عنه ( إكراهاً ) والشيعة الأمامية يسمونه ( تقية ).

ثم هل يوجد دين أو مذهب أو فكر في الكون لا يرتضي لأتباعه أن يفعلوا مثل ما فعل سيدنا عمار وهل أصحاب الفتاوى النارية المتطرفة الذين يسمون التقية نفاقاً يستطيعون أن ينتقدوا حكامهم ولو بشطر كلمة مع ما يفعلون من مجون واستهتار وعلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب وسياسات متخبطة، فماذا يسمى سكوتهم هذا...؟! تقية أم إكراهاً أم نفاقاً ...؟  وبالعودة إلى النصوص الشرعية ألم يقرءوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنا لنكشر في وجوه أقوامٍ وإن قلوبنا لتلعنهم ) وكان سبب ورود الحديث أن رجلاً واجهه النبي عليه الصلاة والسلام بابتسامة وسلام ولكنه وصفه بأنه: ( بئس أخو العشير ) فعندما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أجابها عليه الصلاة والسلام ( بانا نكشر في وجوه أقوام ...الخ الحديث ) هذه هي المعايشة الاجتماعية فليس من المعقول أن تفصح عن ما في قلبك من كره أو امتعاض لكل الناس أو إذا بغضت إنساناً تخيره ببغضك وتخاصمه وتقاطعه ولا تسلم عليه.

والسؤال الذي يطرح نفسه وهو ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ له اجر واحد ) .وفي هذا الحديث من السعة والرحمة ما أننا نثبت الأجر والأجرين لصاحب الاجتهاد الشاذ وغيره فلا نشك بأن اجتهاد الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه بعدم وجوب النية في الوضوء أو الغسل هو اجتهاد وله فيه أجر. أو اجتهاد الإمام مالك رحمه الله بعدم حرمة أكل الأفاعي والكلاب، أو فتوى أبن تيمية بفناء النار... الخ وغيرها من الفتاوى البعيدة عن مراد النصوص، كل هؤلاء لهم الأجر والأجرين إلا الشيعة فلا يسعهم هذا الحديث ولا حتى رحمة الله التي وسعت السماوات والأرض...!نحن جماعة علماء العراق في الجنوب متأكدون بأن الدافع وراء هذه الاتهامات لطائفة مسلمة كبيرة بالنفاق والكفر ليس الحرص على الدين الإسلامي الحنيف بل هو الوجه الآخر لعمليات التهجير والتفجير وقتل الأطفال في مدارسهم وتقطيع أواصر المجتمع والذي يُمارس حقيقةً من قبل أصحاب هذه الفتاوى التي تساهم في تفكك الأمة وضعفها.

الشيخ الدكتورخالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2008-11-18
بارككم الله شيخنا الجليل وكثّر الله أمثالكم لخدمة الأسلام والعراق والأنسانية يا ليث الأسلام الجسور الذي يسبح ضد تيار الفرقة والطائفية المقيتة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك