المقالات

اي طرطرا تطرطري

2360 23:54:00 2008-11-17

بقلم : علي الملا

اي طرطرا تطرطري

تقدمي تأخري

تشيعي تسنني

تهودي تنصري

تعممي تبرنطي

تعقلي تسدري

هذه ابيات من قصيدة (اي طرطرا) لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري التي نظمها عام 1945م بأسلوبه الساخر والجميل الذي امتازت به العديد من قصائده السياسية اللاذعة في نقدها والرائعة في صياغتها أمثال قصيدة (تنويمة الجياع) , وبقراءة هذه القصيدة والتمعن بكلماتها ترتسم امامي صورة عدد من البرلمانيين في مجلس النواب العراقي الموقر الذين وصلوا الى هذا المنصب (بالدفرات) والذين لا يعرفون أبسط قواعد السياسة وادارة الدولة وحدود المصالح الوطنية للبلد ولا يميزون بين الناقة والبعير ولا يعرفون من اللغة غير كلمة (كلا امريكا).

ان المتتبع لوقائع القراءة الأولى للأتفاقية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية يسمع صوت الزعيق والنعيق من هؤلاء الذين لا يريدون ان يسمعوا ولا يجعلون غيرهم يسمع , وانا هنا لست بمعرض الدفاع عن الأتفاقية أو الأنتقاص منها , ولكن أسلوب (سوق مريدي) الذي يعتمدونه في تعاملهم السياسي , متناسين انهم اصبحوا نوابا  في البرلمان وان عهد (العرباين) قد ولى وحلت مكانها (المونيكا) ولكن يبدو من المستحيل تغيير الطباع التي جبلوا عليها .

واذا اردنا ان نسألهم عن سبب الرفض لقالوا ان سيادة العراق ستمس وكرامته ستهان !!! وان سألتهم ماهو مشروعكم البديل عن الأتفاقية لهتفوا بصوت واحد (كلا امريكا) , ولا أدري من يعطي الذريعة لأمريكا أن تبقى في العراق لعدم الأستقرار الأمني هل هم المثقفون وعقلاء القوم أم المتمترسون في الأزقة الضيقة والمتحصنون بين العوائل الآمنة.

ان اكثر ما يستوقفني في قصيدة شاعرنا العملاق هذا البيت :

تعممي تبرنطي

تعقلي تسدري

فلله درك ايها الجواهري وكأنك في عام 1945م كنت ترى ما يدور في الألفية الثانية من سرعة الأنقلاب من وضع الى وضع ومن زي الى زي ولو كان في أربعينيات القرن الماضي بدلات زيتونية ومرقطة لعرفت كيف انها ستتحول الى ملابس سوداء تقف خلف شعارات براقة وتيارات متقلبة  ولأضفت هذان البيتان :

ترقطي تزيتني

تسودي تصدري

تعفلقي تلثمي

توحشي تبربري

ففي كل خطوة تخطوها الحكومة وكل قانون يشرعه مجلس النواب نجدهم أول المعارضين لسبب او بدون السبب وكأنهم (يعملون بمبدأ خالف تعرف) ولا تهمهم النتائج بل ما يهمهم هو الرفض سواءا كان في مصلحة العراق ام لا ولم نسمع منهم كلمة نعم واحدة ابدا , الا اللهم لحارث الضاري فقد كانوا يقولونها له بملئ الفم ( نعم أنت وكيلي) , وأما ما يدعونه من حرب على المحتل فأنها خرافة مكشوفة مثل خرافة (السعلوة) التي لا ينبهر بها الا الأطفال الصغار .

وهنا أدعو الأخوة المخلصين في البرلمان العراقي أن يناقشوا الأتفاقية بأريحية تامة وبعقلية متفتحة ولا يضعوا نصب أعينهم غير مصلحة العراق فقط وأن لا يجعلوا لعملاء دول الجوار التي لا تريد للعراق الا الخراب والدمار اي منفذ لتمرير مخططاتهم الخبيثة فالعراق أولا والعراق أخيرا ورحم الله شاعره الكبير محمد مهدي الجواهري .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر العراقي
2008-11-18
العراق أولا والعراق أخيرا ورحم الله شاعره الكبير محمد مهدي الجواهري عاشت ايدك
علي العبادي
2008-11-18
الاتفاقية رفضها التيار الصدر والضاري وسوريا والعاقل يفهم ... ما أدري الأخوان يمكن الناطق باسم الحزب العفلقي
ابو علاوي
2008-11-18
بسمه تعالى هذا هو المأخذ على الديمقراطيه الكل سواسيه كاسنان المشط اينشتاين وطالب الثانويه الادبي يحكمون على النظريه النسبيه ولا فرق بين متخصص او هب بياض لكل صوت اتمنى فقط ان يسود المنطق فيسمح للمتعمق الممارس ان يشرح نظرته بوقت اوسع وان يسمع له بذهنية متفتحه ومقدره وان يكون الكلام فضة عندما يكون السكوت الواعي الرشيد المتجرد من ذهب والله ناصر الصابرين الواعين لمصلحة البلد الاشم الذي احاطه المتصيدون من كل صو ب وحدب حتى بات فريسة لمن هب ودب فمذابح وخطف وسلب وتهجير وتفجير فالى اين؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك