( بقلم : احمد عبد الرحمن )
شهدت الاونة الاخيرة حدوث عمليات ارهابية عديدة في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد(الاعظمية والشعب وبغداد الجديدة والكرادة الشرقية والنعيرية)، وكالمعتاد فأن كل تلك العمليات الارهابية استهدفت تجمعات المدنيين، وتسببت بسقوط ضحايا جلهم من الاطفال والنساء والناس المدنيين العزل. ان استهداف المدنيين بالدرجة الاساس ومن جديد، يعبر في جانب منه عن طبيعة المنهج الاجرامي الدموي القائم على سفك الدماء وازهاق الارواح بصرف النظر عن أية اعتبارات او معايير اخلاقية او دينية او انسانية، وينطوي على مساعي ومحاولات يائسة لاعادة خلط الاوراق وبث الرعب والفزع والخوف في نفوس العراقيين الذين بدأوا يتذوقون طعم وحلاوة الامن والامان، ولزرع الاحباط في نفوسهم ودفعهم الى عدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، التي تعد استحقاقا سياسيا مهما تترتب على نتائجه امورا كثيرة.
ان مثل هذا المنهج يحمل لمسات وملامح صدامية، تلتقي في جوانب منها مع منهج تكفيري دموي.ان الارهابيين من الصداميين واعوانهم الذين لايحتملون عودة الحياة تدب في جسد العراق، راحوا يحاولون جاهدين مرة اخرى وفي هذا الوقت بالذات لبث الرعب والفزع عبر القتل العشوائي بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، وهم لايريدون للناس ان تعيش الحياة كما ينبغي، ولايريدون ان تتحقق منجزات ومكاسب سياسية تنعكس اثارها ومعطياتها الايجابية على جميع العراقيين. ولايريدون ان تختفي مشاهد الدم المسفوك والاشلاء الممزقة من مسرح الاحداث في العراق.
انهم يسعون الى بث الفتنة والفرقة بين مخلف المكونات السياسية والاجتماعية ، والى استغلال اجواء ومناخات الاختلاف والبرود والتقاطعات السياسية لتأزيم الاوضاع. وحتى لاتتحقق امنياتهم واهدافهم السيئة والدنيئة، فأنه على الدولة بأجهزتها الامنية والعسكرية ان تكون اكثر حزما واكثر يقظة واكثر جدية وحرصا للحؤول دون السماح لشراذم الارهابيين –ايا كانت عناوين ومسمياتهم-بتعكير صفو حياة العراقيين مرة اخرى، وتعطيل وايقاف مسيرة تقدمهم الى الامام.
https://telegram.me/buratha