( بقلم : علي الخياط )
من امن العقاب اساء الادب دخل ابن هرمة ، على المنصور ، فأعزه وأكرمه ، وقال سلني حاجتك ، فقال : حاجتي ان تكتب الى عاملك بالمدينة اني متى اخذت اليه سكرانا لا يقيم علي الحد ، فقال المنصور : لاسبيل الى ابطال الحدود ، فاسأل غير ذلك فقال مالي حاجة سواها فالح المنصور على ان يغير طلبه بأخر ، فأبى ابن هرمة ان يغير طلبه ، ففكر المنصور مليا ثم امر كاتبه بان يكتب الى عامله في المدينة( من اتاك بأبن هرمة وهو سكران فاجلده ثمانين جلده ، واجلد من جاء به مائة جلدة ) فكان يمر بأزقة المدينة سكران ولا يتعرض له احد؟
الفساد هو سوء استغلال السلطة او الوظيفة لتحقيق مكاسب شخصية، ومن أهم دوافع الفساد هو غياب القيم الاسلامية و الأخلاقية وانعدام وسائل الرقابة وكما قيل قديما (من امن العقاب اساء الادب) واهم ما نعانيه في ادارات الدولة هو الفساد التراكمي نتيجة غياب الرقابة الادارية وغياب مبدأ الثواب والعقاب اضافة الى المحسوبية وعلى طريقة(شيلني وأشيلك)، فارتكاب اي مسؤول تجاوزات قانونية ومالية وعدم معاقبته حسب الاصول القانونية والدستورية فإن ذلك سيشجع كل موظف على ارتكاب انواع متعددة من الفساد الاداري والمالي، مما يؤدي إلى تراكم الفساد، وتصبح معالجته مسألة معقدة وغاية في الصعوبة
و(الواسطة) هي احد مسببات الفساد وخاصة في مجتمعنا الحالي وغياب الوازع الديني والاخلاقي للكثيرمن المسئولين واصحاب النفوذ مما يؤدي إلى استغلال الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعة مصالح فئوية على حساب المواطنين البسطاء والذين ليس لديهم معارف ذو نفوذ او حتى لديهم اموال يشترون بها ذمم الاخرين ، مما يؤثر في مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص لدى المواطنين وتعميق الاحساس بعدم المساواة بينهم وربما الاحساس ان للحكومة صفات محدودة للمواطن من درجة اولى او ثانية...... والخ
https://telegram.me/buratha