مؤتمر حوار الاديان الذي بادرت السعودية لرعايته في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وحضرته اكثر من 80 دولة تمثلت بالرؤساء او وزراء الخارجية او شخصيات سياسية لم يكن بينها رجال دين مرموقين يمثلون ايا من الاديان الا اذا اعتبر المشاركون يمثلون دولهم على خلفيات دينية , وبالرغم من العدد الكبير من الدول المشاركة الا ان التركيز كان على السعودية كممثل للعالم الاسلامي في نظر الغرب واسرائيل الذي اقيم المؤتمر لاجلها لاثبات بأنها دولة اليهود بالعالم واعتراف من بقية الدول بهذه الصفة لها .العلاقة بين المملكة والكيان الصهيوني لا تحتاج لمؤتمرات وحشد دولي كبير وخطب رنانة وتصريحات لقنوات ووكالات عالمية لانها واضحة وجلية لكل من يتفحص الاوضاع وكيفية تطورها في الشرق الاوسط , فستراتيجيا يعتبر اكثر نظام خدم اسرائيل على مدى عقود وقوى مواقفها في المنطقة وثبت اركان دويلتهم اللقيطة هم آل سلول في المهلكة السعودية !! وتكتيكيا وجود وعاض سلاطينهم الذين هم على اتم استعداد بكتابة اي فتوى تناسب الزمان والمكان في خدمة حاخامات بني صهيون . بمثل هذه الخطط والمجهود المتواصل سعوا لايهام العالم العربي والاسلامي على تغيير بوصلة الخطر المحدق في المنطقة من اسرائيل وترسانتها النووية الى جمهورية ايران الاسلامية واعتبارها العدو الاول الذي يهدد امن الخليج والمنطقة من خلال التهويل لبرنامجها النووي والعالم الاسلامي والتهديد بانتشار المد الشيعي فيه من خلال الماكنة الاعلامية الفاسدة التي يمتلكونها او من خلال فتاوى التكفير وكما حدث ايام حرب حزيران 2006 بتحريم مجرد الدعاء لحزب الله بالنصر ؟؟؟ وكيف يدعوا له بالنصر وهو اذاق اسرائيل الهزيمة في عمقها وباعترافهم بان اسرائيل لم تخوض حرب مع العرب غير هذه الحرب مع حزب الله ! اضافة الى ان الحزب مدعوم من ايران !!!.كما ان السعودية خدمت اسرائيل خدمة كبرى في لقاءات القمة العربية من خلال تأثيرها على الدول العربية التي تصلها اعانات سعودية مستمرة وحسب ما صرحت به الخارجية الصهيونية بعد اخر لقاء قمة عربي عن ارتياحها لانها المرة الاولى لم يكن القرار النهائي للرؤساء العرب يعتبر اسرائيل هي الخطر والعدو رقم (1) في المنطقة , فلماذا يتحرج عبيد الله من لقاء بيريز علانية ولم تجمعهم طاولة عشاء واحدة رغم وجودهم بنفس المكان في نيويورك ؟ رغم ان مثل هذا اللقاء لو كان حصل سوف لن يقدم او يؤخر من الامر شيء ما دامت اهداف الطرفين تتحقق . ويكفي كلام بيريز المباشر الذي امتدح واشاد بملك السعودية عبيد الله على مبادرته حيث وصف بيريز العبارات في مشروع المبادرة العربية المستندة إلى المبادرة السعودية بأنها "ملهمة وواعدة وبداية جادة لتحقيق تقدم حقيقي ".لذا يتضح ان هدف المؤتمر سياسي تحت غطاء ديني لتقريب وكشف التواصل بين الدول العربية غير المعلنة علاقتها وفي مقدمتها السعودية ودويلة اسرائيل التي مثلها شمعون بيريز المعرف تاريخة الاجرامي وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية , ودولتهم مسؤولة عن الجرائم والاعتداءات والحصار والعقاب الجماعي لمسلمين داخل اراضي فلسطين ؟ هل كفت اسرائيل عن بناء مستوطنات او كفت عن هدم مساجد وتحويلها الى كنس ومعابد لليهود ؟ هل انتهت حفرياتها حول المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى بدعوى البحث عن هيكل سليمان ؟ .
ومرة اخرى لم يحصل العرب والمسلمون في المؤتمرغير الاملائات عن ما هو مطلوب منهم الالتزام والقيام به حتى انهم لم يحصلوا على تضمين البيان الختامي ادانة اهانة للمقدسات الاسلامية الذي عارضه الاتحاد الاوربي بشدة واعتبرها حرية شخصية بمعنى ان يبقى رساموا الكاركتير في اوربا ينتقصوا من كرامة المسلمين عامة باقدس مقدساتهم وعلى المسلمين ان يلتزموا الصمت ما دامت هناك حريات عامة ولا يهم ان كانت تهين المسلمين !. ديناصورات السلطة اوصلوا الحال الى هذه الدرجة من الذل والخنوع وتمكين الاخرين منا وانتهاك مقدساتنا . السعودية لم تبادر لعقد مثل هذا المؤتمر وهي تعلم ان فاقد الشيء لا يعطيه وانما كان بإيعاز من امريكا واسرائيل لها لتبني دور المبادرة ولفرض بنود وتعليمات والتزامات من قبل امريكا واسرائيل على الدول الاسلامية لتوطيد علاقاتها واعلان التطبيع العلني للحفاظ على مصالح اسرائيل في محيطها العربي واماكن تواجد الامريكان في العالم , اضافة الى اضفاء دعم معنوي للسعودية بانها تمثل الثقل الاسلامي في العالم . رغم علم امريكا بفساد النظام السعودي الذي يتصدر قائمة الارهاب بالعالم حيث انها اكتوت بنارها في تفجير برجي التجارة العالميين وتبنيها لحركة طالبان في افغانستان والجرائم التي كانت تقوم بها هناك كما ان امريكا على اطلاع كامل بملف الارهابيين الذين يتسللون الحدود للدخول للعراق بدعوى "الجهاد" ويعلمون ان المئات منهم فجروا انفسهم القذرة بين المدنيين الابرياء بفتاوى وعاض السلاطين ويعلمون كذلك ان 50% من السجناء العرب في سجون المتعددة الجنسيات والسجون العراقية هم من السعودين , يعلم الامريكان ان دولة الارهاب الاولى في المنطقة هي السعودية ولكن ما دام ارهابهم لا يصل الى اسرائيل بعد ان جعلوا امنها افضل من امن امريكا نفسها هذا هو المبتغى والمطلوب .امريكا تعلم ان ملف حقوق الانسان في السعودية مليئ بالانتهاكات وسجون السعودية فيها الالاف من الابرياء لمجرد اختلافات بالاراء او بالمعتقد ومنهم اكثر من 600 سجين عراقي مظلوم قطعت رؤوس عشرات منهم واخرين ينتظرون ليس لهم ذنب وباعتراف وزير داخلية المملكة بانهم متسللين عبر الحدود لكسب الرزق ؟ .كيف ستلتزم المملكة بالاعلان النهائي للمؤتمر وهي لا تملك مما التزمت به شيء , لا تملك التسامح ولا احترام الاخر وحريات الدين والمعتقد مفقودة , وهل ستلتزم السعودية من عدم استخدام الدين لتبرير الاعمال الارهابية لقتل المدنيين الابرياء كما فعل ارهابيوهم في العراق ؟ وهل ستحد من سلطة الماكنة الوهابية لطبع الفتاوى وتصدير الحيوانات المفخخة الى مدن العراق ؟ ام ان القول بان الارهاب والاجرام هما عدوان لكل حضارة ودين هو مجرد كلام يقال , وهل ستحد من هيمنة الهيئات التي تتحكم باجهزتها الامنية كهئية الامر بالمعروف الذين لا يلتزمون بقانون الا قوانيين بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في تكفير الاخر واقامة حد السيف لكل من يعارض بكلمة سواء بالرأئ او المعتقد ؟ ام انه مؤتمر للضحك على ذقون العرب والمسلمين واستهتار بمشاعرهم , فلو كانت المهلكة مثالا يحتذى به ما كانت امريكا واسرائيل اختارتها لتبني مؤتمر يدعو للتسامح ونبذ العنف واحترام الاديان والمذاهب !! . عراقيـــه
https://telegram.me/buratha