المقالات

نصيب المستقلين في قوائم المجلس الاعلى


( بقلم : عمار البياتي )

عملية وضع الاسس لبناء عراق مزدهر ومتطور ويحتل مكانة مرموقة بين دول العالم كأي دولة اخرى وينعم شعبه بحياة مطمئنة ويزاول اعماله اليومية وينأى بحاله عن الاضطرابات السياسية والاجتماعية يدفع المعنيين بهذا الشان من الساسة العراقيين والقوى السياسية الفاعلة الى اشراك جميع الخبرات والكفاءات والتي تمتلك الامكانية التي يمكن من خلالها تاسيس نظام متكامل من الناحية السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات الاخرى فضلا عن المساهمة في الحفاظ على التركيبة الاجتماعية للشعب العراقي , ذلك ان عملية اشراك الكفاءات واتاحة الفرصة لها للممارسة دورها الحقيقي لما تمتلكه من خبرة تخصصية في شتى المجالات يكون بمعزل عن الانتماء السياسي والديني او أي اعتبارات اخرى لان قضية النهوض بواقع البلد من حيث التطور السياسي وكافة الميادين الاخرى مناطة بحجم القدرة التخصصية التي يعرف عنها بـ ( التكنوقراط ) , وهذا الامر لا يتحقق ما لم يكن هناك سياسة احتوائية يتوسم بها الساسة العراقيين والكتل السياسية التي يقع على عاتقها مسؤولية بناء نظام الدولة العراقية .

ونحن على ابواب اجراء انتخابات مجالس المحافظات وهي من نتاجات العملية السياسية والتي تعتبر بالخطوة المهمة والحساسة بالنسبة الى الوضع الحالي للعراق فضلا عن كونها حلقة مكملة للتغيير الديمقراطي الذي طرأ على النظام السياسي للحكومة العراقية ,حيث شرعت الكتل السياسية في ترشيح ممثلين لكياناتهم وتهيئتهم لخوض تلك الانتخابات, وبعض الكيانات ومع شديد الاسف كان لها اسس لترشيح الممثلين او الاعضاء لا تنم عن ثقافة سياسية واعية منها على اساس الانتماء السياسي اوالديني والاخر على الاساس القومي وغضوا النظر عن مدى صلاحية ذلك المرشح وكفائته وامكانيته العلمية او العملية فالمهم بالنسبة لهم الحصول على اكثر عدد ممكن من المقاعد في تلك الانتخابات , في قبال ذلك نرى العكس تماما في بعض التيارات السياسية الاخرى مما جعلنا نتفائل كثيرا بالانتخابات المقبلة هو ترشيح المستقلين من الكفاءات والنخب في قوائمهم وعلى وجه التحديد المجلس الاعلى , حيث ضمت قائمة المجلس الاعلى العديد من المستقلين من حملة الشهادات وذوي الخبرة المهنية في مختلف الميادين ولم يضع المجلس الاعلى الانتماء السياسي والديني للمرشح بعين الاعتبار بل كان المقياس في الترشيح هو امكانية المرشح في اداء دوره بشكل صحيح فضلا عن المعايير الاخرى من النزاهة والكفاءة والمميزات الاخرى الواجب توفرها في المرشح وهذا يدل على قضيتين مهمتين وهي احوج ما يكونا اليه في تلك المرحلة , القضية الاولى هي عدم وضع المجلس الاعلى المصالح الشخصية في الحسبان دون المصلحة العامة للبلد والقضية الاخرى والجديرة بالذكر هي عدم المحاباة وتفضيل من ينتمي للمجلس الاعلى على غيره ممن هو مستقل وهذه جميعها عوامل مساعدة في النهوض بالواقع السياسي والاقتصادي للبلد , وهذا يضع المتطلعين للشان العراقي امام حقيقة واقعية وهي مدى رغبة المجلس الاعلى في بناء العراق وتاسيس نظام حكم ديمقراطي تعددي يضم جميع الكتل السياسية ضمن اطار حكومة الوحدة الوطنية التي تعتبر الحل الوحيد الذي يتناسب وطبيعة المجتمع العراقي باختلاف قومياته والوانه وطوائفه وهذا ما يعززه المواقف السابقة التي تبناها المجلس الاعلى في احتواء جميع الاطراف السياسية رغبتا منه الى ايجاد منفذ لانقاذ العراق والعراقين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2008-11-12
فكرة جيدة لمنع إنتخاب مؤيدي النظام السابق الذين يستخدمون غطاء الكفاءة لضرب النظام الديمقراطي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك