( بقلم: داود نادر نوشي )
السنين العجاف والايام المظلمة التي مر بها العراق في زمن النظام البائد وسنوات حكم الزمرة البعثية المنهزمة ، أخذت من العراقيين الكثير ، وخلفت ورائها جراح لايمكن ان تلتئم بين ليلة وضحاها. ولهذا كانت لحظات نهاية الطاغوت وسقوط الصنم من اجمل ايام العراقيين الشرفاء ، الذين انتظروا بفارق الصبر تلك اللحظات السعيدة .ولم تذرف دمعة لهذه النهاية ألا من عيون المنتفعين الذين اقتادوا على حساب دماء العراقيين ، وأولئك المنهزمين في داخل العراق وخارجه من البعثيين وبقايا فلول الاجهزة القمعية . وبعيدا عن الاسباب والمسببات التي أدت الى هذا النهاية وعن المسميات الجديدة التي دخلت القاموس السياسي العراقي ، كان لابد لنا أن ننظر وبعين الانصاف الى ماتحقق ،لاسيما في مجال الحرية والتعددية وممارسة الحياة السياسية لكل الاحزاب والتيارات بعد أن كانت من الامور المحرمة والخطوط الحمراء، في زمن النظام المنهار ، ولاجل كل هذا ، كان الثمن الذي دفعه العراقيين للخلاص من الاستبداد كبيرا جدا ، وقد علمنا التأريخ ان النظام التعسفي والاستبدادي لا يمكن أزالته الأ بالتضحيات الجسام ، وكانت تضحيات العراقيين قد لونت حياتهم بالدم والحزن ، من أجل تحقيق المكاسب التي كانت الى زمن ليس بالبعيد لاتندرج حتى في احلامهم .
ومن أجل كسب الرهان الذي بدء به العراقيون ومنذ بداية السقوط على الاستعداد الكامل للتضحية في سبيل العراق بوجه كل مامن شأنه أن يعرقل المسيرة الجديدة والتي دفع من أجلها كل غال ونفيس . ولأجل تحقيق ذلك لابد لنا من وضع ألاساس الصحيح لمقومات الدولة الحديثة , وعلى الجميع ان ينادي بالوطنية وترسيخ القيم الديمقراطية بالافعال والممارسات على الساحة بعيدا عن الشعارات والمزايدات التي التي قد تؤدي بالعراق لا سامح الله الى التمزيق والدخول في نفق مظلم ستكون عواقبه وخيمة على العراقيين .
وفي ظل هذا الواقع المتردي للخدمات وبط عجلة الاعمار وصعوبة الحياة التي يواجهها المواطن ، اما كان الاجدر بالحكومة العراقية ان تجد لهذه الفوضى في الاعمار والبناء الحلول المناسبة ، وان تمسك وبيد من حديد أولئك المفسدين والمتلاعبين بالمال العام وان لاتستمر اللامبالات الى مالا نهاية. ومثلما كانت هناك صولات لحفظ ألامن ،لابد من صولات وصولات للبناء والاعمار ومحاربة المفسدين في كل مفاصل الدولة العراقية والذين ينهشون بالجسد العراقي ويغتصبون قوت المواطن بدون حسيب أو رقيب وهم بذلك لايختلفون عن اصحاب الاجساد النتنة التي تتفجر بين الابرياء تحت عناوين المقاومة والجهاد.
فالمواطن العراقي لايستحق منا هذا ، ولانريد له الاحساس بأنه كان أداة للوصول برجال السلطة الى الحكم ، والاكثر من هذا لانريد حتى للسفهاء من أن يترحموا على زمن المقبور صدام .
https://telegram.me/buratha