المقالات

مجالس الاسناد واللاعب الثالث


( بقلم : جواد علي )

ان الملاحظ لمسيرة الحكومة العراقية خلال الاشهر الاخيرة يجد ان هذه الحكومة بدأت تنحرف عن مساراتها وبدأت تخطو خطوات متسارعة تنزع نحو العسكرتارية وقد استفادت الحكومة من دعم العراقيين سياسيا واجتماعيا ونفسيا لفرض هيبتها والقضاء على القاعدة والمتمردين لكن الحكومة استغلت هذا الامداد الوطني لتذهب باتجاه القمع والتسلط والاستبداد وابتدعت مايسمى "مجالس الاسناد" وهي ليست خطوة وطنية بقدر ما هي خطوة اقصائية الغرض منها تسلط حزب او فئة على مجتمع عراقي بكامله او تسلطه على وطن بطوله وعرضه فمجالس الاسناد هذه انشأت على اسس غير وطنية لان هذه المجالس صنعها حزب الدعوة مستفيدا من اموال الحكومة العراقية التي وضعت تحت يد امينها رئيس الوزراء لكن الانحراف الاكثر هو ان يجعل القائد العام للقوات المسلحة جيش العراق تحت تصرف حزب الدعوة ويبدو ان علي ان ابسط القضية اكثر وبصراحة وشفافية .

اعضاء حزب الدعوة انتخبوا المالكي امينا عاما لحزبهم وهذا الانتخاب الذي اخذه الناس على بساطته بحسن النية لكن يبدو ان حزب الدعوة انتخب المالكي لانه ايقن ان هذا الانتخاب سيجعل من اموال الدولة ، عفوا "اموال العراقيين" مطية لتمويل الحزب فلم يكتفي رئيس الوزراء ان يجمع الدعاة تحت اسماء ويافطات وهمية عناوينها مستشار في مستشارية مجلس الوزراء ورئيس الوزراء وما اكثر مستشاريه مما وفر لهم معاشا شهريا من خزينة الدولة مقداره ستة ملايين دينار عراقي مع شقة في المنطقة الخضراء بالاضافة الى طاقم حمايات يكلف الدولة العراقية ملايين اخرى من الدنانير اوالدولارات وان نطاق التعيينات توسع حد استحداثت فروع ودوائر كثيرة ترتبط برئاسة الوزراء من قبيل مكاتب اعلامية ومكاتب محاسبة واخيرا دائرة كبيرة للقراءات القرآنية كما عين الدعاة ايضا وكلاء وزارات ومدراء عامون فوق حصصهم ، وبعد ان وجد المالكي ان جميع اعضاء الحزب باتوا يعتاشون من اموال الخزينة العراقية راح يفكر بما هو ابعد الى شراء ذمم الناس وكسب ودهم للانتخابات القادمة فراح يجند شيوخ العشائر تجنيدا اشبه بتجنيد صدام للعراقيين في الجيش الشعبي فمن لم ينتمي لحزب البعث فيجره النظام الى الجيش الشعبي ليسيد البعثيين وقد استنسخ المالكي وحزب الدعوة التجربة البعثية فراح يفتتح في كل محافظة من محافظات العراق مجالس اسناد وهذه المجالس يرئسها مسؤول فرع حزب الدعوة في المحافظة وهو ينفق عليها وان كل مكتب يفتتح يعطى لرئيس العيشرة 25 مليون دينار عراقي وهي رشوة كبيرة لاستجلاب شيخ عشيرة ما وان عملية رشوة شيخ عشيرة ب25 مليون دولار هي افضل بنظر المالكي وحزب الدعوة من اعطاء هذه الاموال للمحافظة لبناءها واعمارها لانه يعتقد ان المواطن لن ينتخبه ولن ينتخب حزبه لان حزب الدعوة اليوم ليس له اي قاعدة جماهيرية لانه حزب كان بعيدا عن الجماهير ايام المعارضة ولانه يتكون من مجموعة من النفعيين الذين يعيشون في برج عاجي ويعتقدون ان ثقافتهم اكبر من ثقافة هذا الشعب ويبدو انهم مقتنعون بمصطلح الصداميين مصطلح (الشروكية ) .

حزب الدعوة والمالكي ذهبوا الى ماهو ابعد لانهم وجدوا ان حزبهم يحتاج الى قوة وهذه القوة لايمكنهم ان يضمنوها حتى بمجالس الاسناد لانهم لايثقون بالمجتمع العراقي اصلا فراحوا يجعلون من الجيش العراقي لاعبا ثالثا ادخلوه بعد ان غيروا قيادات الجيش ولعل التقرير الاخير الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز عن ولاءات الجيش العراقي سلط الضوء على ماقام به المالكي قبل اشهر من نقله الوية الجيش واعادة ترتيبها واعادة هيكلة ونقل الضباط وامري الالوية وقد استدعي قادة الجيش وحددت ولاءاتهم وكنا نعتقد قبل حين ان تقرير النيويورك تايمز غير واقعي لكن ماشاهدناه في الديوانية جعلنا نغير افكارنا فقد قام الجيش العراقي برعاية مؤتمر الاسناد وكان بحمايته في رسالة توحي للناس بان من لايقف مع مجالس الاسناد التي يتزعمها مسؤولي فروع حزب الدعوة فان السجون والمعتقلات ستفتح على مصراعيها للمعارضين وهي الدكتاتورية تعود سيرتها الاولى وربما سنشهد انتفاضات شعبانية كثيرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك