المقالات

الى " اوباما وكيري" / لمرة واحدة جربوا الشدة والحزم مع دولة ال سعود


( بقلم : غسان اكرم )

نحن لا نشك ان للديمقراطيين نهجهم الخاص في التعاطي مع قضايا واحداث ساخنة في الشرق الاوسط وان اسلوبهم في التعامل مع الدول والانظمة وحتى مع المنظمات الارهابية يختلف مع ادارة الجمهوريين الذين ابلوا بلاءا "حسنا" في حربهم مع ارهاب القاعدة والتنظيمات التابعة او المتعاطفة معهم الا انهم فشلوا في حربهم مع عقيدة الارهاب وثقافة العنف ومدارس الفتاوي التي تدعم الارهاب و تغذيه وتفرخ الالاف بل العشرات الالاف منهم والمدعومة رسميا من قبل الدولة السعودية ومدارسها التكفيرية المنتشرة في اصقاع العالم والتي تدرس في مناهجها افكار التطرف والتكفير والكراهية للاخر .

لقد جرب الجمهوريون سياسة الحزم والعصى الغليظة مع انظمة مجرمة وفاشية وظلامية كنظام طالبان المنقبر ونظام البعث الصدامي ورغم نجاحها في اسقاط النظامين الا ان تلك السياسة فشلت في تجفيف منابع الارهاب ووقف مصادر التمويل ماديا وعقائديا وقد كانت معروفة تلك المصادر لدي دوائر البنتاغون والسي اَي اي وادارة الجمهوريين الا ان مصالح خاصة والتي كانت تحكم اطراف معينة في الوسط الجمهوري مع تداخلات العلاقات المشبوهة التي كانت قائمة بين "بندر ابن سلطان" وبعض الكارتلات النفطية حالت دون قيام الجمهوريين بتصفة منابع الارهاب واجتثاث جذوره العقائدية والسياسية والتي كانت مدعومة ومازالت رسميا من قبل الدولة السعودية .

لقد شاهد العالم بام عينيه كيف ان الارهاب السعودي الوهابي ذبح الالالف من ابناء الشعب الامريكي في احداث 11 سبتمبر ولم يكتفي بذلك بل واصل وبدعم مباشر من ال سعود ومدرستهم الوهابية التكفيرية بارتكاب ابشع الجرائم وافظع عمليات التفجير وقطع رؤوس الابرياء في العراق ولم يستثنوا في ذلك بين عراقي وامريكي حيث استهدفوا كل من يناوئ مشاريعهم التدميرية الارهابية وارسلوا الالاف من البهائم الوهابية ووحوش سلفية الى ارض الرافدين لقتل الاطفال والنساء والتفجير بانفسهم وسط الاسواق والمناطق الاهلة بالسكان الابرياء ومازالوا مستمرين في اجرامهم وكان اخر تلك الجرائم هو التفجير المزدوج لانتحاريين سعوديين في منطقة قريبة لسوق الاعظمية حيث ذبحوا اكثر من 25 انسانا في حصيلة اولية ‘ هذا الارهاب السعودي الذي تحول الى سرطان يهدد الامن العالمي و المجتمعات البشرية لا يمكن مواجهته دون تجفيف منابعه العقائدية والسياسية والمالية وليس هناك دولة تدعمه سوى دولة ال سعود التي تتمشدق قيادتها بانها تحارب الارهاب فيما كل فتاوي القتل والذبح والتكفير تصدر من بلادهم ‘ وقد بلغت الوحشية بهم والاستخفاف بارواح البشر لدرجة لا تصدق حتى البهائم والزواحف بل وحتى الشخصيات الكارتونية كـ"مكي ماوس" لم تسلم من فتاويهم وارهابهم !

ألم يفتي شيخهم ومن على تلفزيون الدولة السعودية بقتل "ميكي ماوس" ؟ الم يفتي شيوخهم ورؤساء قضاء رسميون في دولتهم الوهابية بقتل مالكي الفضائيات ؟ فلم اذن تتهاون الدولة السعودية مع مثل هذه الفتاوي ولم تقم اجهزتها الامنية باعتقال ومقاضاة شيوخ التكفير والقتل ؟

السعوديون ليسوا فرحين بمجيئ الديمقراطيين الى البيت الابيض فهم في الحملة الانتخابية الاخيرة دعموا الجمهوريين بظنهم ان فوز الجمهوريين سوف يساعدهم على مواصلة مشروعهم الارهابي والتخريبي في المنطقة والعالم وان ذلك سوف يسهل لهم الاستمرار في نهج تصدير الفتاوي الارهابية والتكفيرية فهم كانوا سعيدين بخسارة "كيري" في الانتخابات الرئاسية عام 2004 وانفقوا اموالا طائلة لدعم مرشح الجمهوريين "بوش" وهذا الامر يعترف به موقع "ايلاف" المقرب للقيادة السعودية حيث يقول ذلك الموقع ان ((استطلاعا سابقا اجرته ايلاف اشار الى ان السعوديين كانوا سعيدين بخسارة كيري الانتخابات الرئاسية اواخر عام 2004 التي دخلها في مواجهة جورج بوش الجمهوري المعروف بان اسرته ترتبط بعلاقة وثيقة مع اسرة ال سعود التي تحكم المملكة منذ 300 عام ))! المصدر "ايلاف" تاريخ 9 نوفمبر 2008 .

ومن هنا ايضا فان التسريبات الصحفية الكاذبة لوسائل الاعلام التابعة للدولة السعودية تشيع تقارير ملفقة حول سياسة الادارة الجديدة في واشنطن وان الاخيرة قد ((تعهدت سرية للرياض بانها لن تغير سياستها منطقة الشرق الاوسط والخليج بشكل خاص خلال السنوات المقبلة من حكم الحزب الديمقراطي الذي اثار وصوله الى السلطة قلقا في صفوف دول الخليج التي تخشى تعاملا اكثر لينا مع طهران))!

لنسأل الرأي العام العالمي هذا السؤال: لماذا تخشى دول الخليج تعاملا اكثر لينا مع طهران ولا تخشى ان يستمر الارهاب العربي السعودي الوهابي ـ وهو مستمر ـ في مشاريع القتل والتفجير واستهداف الابرياء والمنشاَت الافتصادية والاجتماعية وكل البنى التحتية في كل مكان تلك المشاريع التي تدعمها فتاوي الشيوخ الضالة في السعودية وبعض الدول العربية كفتاوي ابن جبرين والعودة والفواز والقرضاوي وغيرهم من شيوخ الجهاد والقتل ؟!

لماذا الخوف من سياسة اللين مع طهران؟ ولماذا لا ندعوا لمرة واحدة الى اتخاذ سياسة الشدة والحزم مع الدول التي تفرخ الارهاب وتصدره للعالم لقتل الملايين كالارهاب السعودي الوهابي ؟

سياسة اللين مع الدولة السعودية التي تحتضن شيوخ القتل ومدارس الكراهية وتفريخ العقول الارهابية ومع الدولة القطرية التي تستقبل زعماء الارهاب وابناء الارهابيين وتستضيفهم لم تنفع شيئا بل جعلت الرياض تتمادى في دعمها لمدارس التكفير ولجماعات الفتاوي والارهاب ولم توقف لحظة من حملتها التبشرية الوهابية المحرضة على العنف والكراهية . فهم يثيرون مسئلة "ايران" وملفها النووي للتغطية على اجندة ال سعود الارهابية ومشاريعهم في دعم التطرف والعنف السلفي الوهابي في العالم .

العالم وبالتحديد الامريكيون وحتى في عهد الادارة الحالية جربوا سياسة اللين مع طهران وقد اثمرت في لبنان وفي العراق وفي مناطق اخرى واتت بنتائج ايجابية عززت من فرص توفير الامن والاستقرار ومحاربة الارهاب ‘ الا ان سياسة اللين التي تعاملت بها الادارات المختلفة مع ال سعود ومنذ عشرات السنين لم تفلح في كبح جماح الاصوليين الارهابيين الذين تدعمهم السعودية ويتخرجون من مدارسها لنشر الكراهية ودعم التنظيمات المتطرفة ولم توقف المد التكفيري ولا فتاوي قتل البشر والجماد والحيوان واستهداف حتى "ميكي ماوس" ومشاعر الاطفال المعجبين به.

فلتجرب الادراة الجديدة بقيادة اوباما حسين ولو لمرة واحد سياسة الشدة والحزم وحتى التهديد باسقاط النظام السعودي ان لم يوقف مشاريعه التدميرية والتبشرية الارهابية الوهابية ‘ ولتبعث برسائل الوعيد لبندر ومقرن وزعماء ال سعود الذين يدعمون الارهابيين والسلفيين المجرمين لترى ان كانت هذه السياسة تثمر وتاتي بنتائج لصالح استقرا المنطقة وامن العالم ام العكس ؟

فهم ـ السعوديون ـ يكرهون " كيري" المرشح الرئاسي في عام 2004 لانه دعى بكل صراحة وجرأة الى مواجهة الاصوليين ومدارسهم التي ترعاها اسرة ال سعود لذلك حاربوه ووقفو مع جورج بوش ليس حبا فيه وانما نكاية بكيري وتصريحاته الجريئة ضد ال سعود .

ومن هنا فاننا ندعوا بكل صراحة الى تبني سياسة الشدة مع دولة ال سعود لوقف دعم المتطرفين والوهابيين واغلاق كل مدارسهم التفريخية التكفيرية في السعودية وفي كل مكان وتحويل كل جمعياتهم التي تعمل تحت غطاء "منظمات خيرية واغاثة " وهي تدعم الارهاب الى مؤسسات تابعة للامم المتحدة تتكفل رعاية الايتام وضحايا الارهاب السعودي في العالم وخاصة في العراق وعدم التهاون مع سياسة ال سعود في دعمهم لشيوخ التطرف وفتاوي القتل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك