( بقلم : احمد عبد الرحمن )
كثيرة هي البرامج والمشاريع والوعود التي سوف تطلق القوى والكيانات والشخصيات السياسية المختلفة لتحقيق مكاسب في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات ، وذلك امر طبيعي جدا ، وهو جزء من مظاهر التنافس في الحملات الانتخابية في كل انحاء العالم، وجزء غير قليل تلك البرامج والمشاريع تفتقر الى الارضيات والاسس الواقعية، والوضوح في الرؤية، والادوات والوسائل العملية لتنفيذ البرامج والمشاريع.
ولابد ان يكون طرح البرامج والمشاريع السياسية ، سواء خلال الحملات الانتخابية او خارج اطارها مرتبطا بجملة من العوامل والظروف، ومن بينها ، القاعدة الجماهيرية والامتداد الشعبي لهذا الحزب او الكيان او ذاك ، والتاريخ النضالي والسياسي له، وطبيعة مناهجه واليات عمله، واطروحاته وافكاره ورؤاه حول القضايا المهمة والحيوية ، ومواقفه من ما تشهده الساحة السياسية من وقائع واحداث واثر تلك المواقف في توجيه الامور. كل كذلك وغيره يشكل اسسا ومنطلقات للبرامج والمشاريع التي تطرح،
والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي-وخط شهد المحراب بالاطار العام-يعد واحدا من الكيانات السياسية العراقية التي تمتلك عمقا تأريخيا وسياسيا حقيقيا، وامتدادا جماهيريا كبيرا، ورؤى وافكار واطروحات سياسية وطنية ناضجة، تعبر عن فهم واحاطة بالواقع السياسي العراقي والاقليمي والدولي. ولاشك ان تجربة الاعوام القلائل الماضية كشفت واوضحت حقائق كثيرة عن مواقف كل طرف سياسي وحجمه وتأثيره ومدى مصداقيته وجديته في تطبيق الشعارات العريضة التي يرفعها، والاهداف التي يطرحها.
ويكفي المراقب ان يأخذ من محافظة النجف الاشرف مثالا حيا ونموذج للمقاربة بين الشعارات النظرية لخط شهيد المحراب والتطبيق العملي لتلك الشعارات. فحركة البناء والاعمار المتميزة في تلك المحافظة التي يتولى المسؤوليات التنفيذية الكبرى فيها اناس من خط شهيد المحراب، تختلف عن معظم محافظات العراق ان لم يكن جميعها، علما انها لاتمتلك موارد مالية استثنائية وهي ليس مستثناة من السياقات الادارية التي تخضع لها كل المحافظة في تنفيذ المشاريع والخطط. وما تحقق في النجف الاشرف يحتاج الى وقفات عديدة لتتوضح الصورة وتتجلى كل الوانها وخطوطها ومعالمها وملامحها.
https://telegram.me/buratha