المقالات

ما أشبه العراق الجديد بسد مأرب


بقلم : علي الملا

كان سد مأرب صرحا عظيما يحجز الماء عن اهل اليمن ويجعلهم قادرين على التصرف بمجراه الى اي ارض يريدون وفي ذات يوم خرج عمر بن عامر وهو من زعماء اليمن في ذلك الوقت يتمشى على ذلك السد فرأى جرذا يحفر فيه ولفت انتباهه قوة الجرذ الغير طبيعية في رفع الحجر الكبير من مكانه فآثر الرحيل من اليمن ولكن بطريقة ذكية لا يلفت انتباه الآخرين اليه حتى يتمكن من بيع جميع املاكه لان اهل اليمن اذا عرفوا بحقيقة الأمر سيتركون البلد جميعهم وعند ذلك لن يجد من يشتري منه بستانا او دار وسيخرج مع قومه خالي الوفاض الى بلد آخر لهذا اوصى ابنه الأصغراذا ما اغلظ عليه وضربه امام الناس ان يرد عليه ويضربه وعندما فعل ذلك قال ( لا ابقى في بلد لطم وجهي فيه اصغر ولدي ) فباع كل املاكه وخرج من اليمن مع امواله واولاده واحفاده وقد وقع ما كان يحذر منه و انهار سد مأرب محولا بلاد اليمن بجنانها وصروحا الى ارض خراب وقد قال تبارك وتعالى في كتابه العزيز ( لقد كان لسبأ في مساكنهم آية, جنتان عن يمين وشمال , كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور,فأعرضوا , فأرسلنا عليهم سيل العرم ) والعرم هو السد, فلم يكن عمر بن عامر مخطئا في تقديره للامور  وقراءته لتصرفات الجرذ الغريبة وهذا هو بيت القصيد وهمزة الوصل بين سد مأرب والعراق الجديد , فالواقف على بناء الدولة العراقية الجديدة الذي مازال هشا وفي طور التشييد يرى قطعانا كبيرة من الجرذان التي تفوق جرذ مأرب قوة في التدمير ولؤما في التفكير وخبثا في التدبير تحفر في هذا البناء الذي مازال في طور الأنشاء واذا كان جرذ مأرب قد حمل حجرا اكبر من حجمه فأثار حفيظة عمر بن عامر؟ فكيف لا تثار حفيظتنا ولا يدق جرس الانذار في نفوسنا ونحن نشاهد كل جرذ من جرذان العراق الديموقراطي ترفع من اساسات الدولة ومن اموال الشعب (ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) ولم نشاهد اي فرقة من فرق المكافحة تحاول ابادة هذه المخلوقات والقضاء على وجودها سوى واحدة جاءت بأسم ( هيئة النزاهة) وما ابعد الاسم عن المسمى كمن يسمي الغراب بلبلا وهكذا كنا مازلنا ندور في حلقة مفرغة , فألى متى سيصمد العراق الجديد امام هذا الهجوم الكاسح سيما وان هذه الجرذان تكبر وتتكاثر وتتحول بطفرات وراثية سريعة الى جرذان مستأسدة تأكل الحجر والمدر ولا تبقي ولا تذر ولا نعلم الى اين المستقر . وفي الحقيقة اصبحت مثل عمر بن عامر افكر في ترك البلاد وهجر العباد ولكن لا حاجة الى ان اجعل ابني يصفعني لاتخذ من صفعته حجة للرحيل ولكنني بحاجة الى جرذ من هذه الجرذان يتفضل علي بجوده وكرمه و يمنحني جواز سفر (G ) لي ولعائلتي بدون مقابل حتى ارحل الى حيث يشاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك