المقالات

وجوه مقنّعة


( بقلم : علاء الموسوي )

اقترب موعد الانتخابات حاملا معه الغث والسمين من المرشحين لمجالس المحافظات، فهناك العازمون لايجاد التغيير الحقيقي للبلاد من خلال استثمار معطيات التجربة السابقة لادارتهم في الحكم والسلطة، وهناك المتخفين بوجوه كالحة المظهر وكأنها الناطقة بأسم المستضعفين من الشعب، وهم الاقرب الى الوحوش الكاسرة في نهبهم وسلبهم لحقوق العباد والبلاد، وعطشهم لدماء الابرياء والضعفاء من الناس. لهذا فان اهم ما يميز انتخابات مجالس المحافظات، ويجعلها في مصاف التأريخي والمصيري لمستقبل البلاد، هو الاختيار السليم من قبل الشعب، وقدرتهم في فرز المسيئين والمغرضين والمتقولين، عن الساعين حقا والراغبين في احداث تغيير حقيقي في البلاد، واستثمار الفرصة التأريخية (عبر انتخابهم) في توسيع الصلاحيات المحلية، وتقويض الهيمنة الادارية المركزية في تسيسها للعطاء الممنوح لتلك الحكومات في المحافظات، لاسيما الجنوبية منها. والتي كانت السبب الرئيس في تخلف تلك المحافظات (عمرانيا) وحتى ثقافيا.

حين نسمع ان اقوى المحافظات لم تمنح من ميزانيتها السنوية اكثر من النصف، والبعض لم تصلها من مبالغ تلك الميزانية (الانفجارية) سوى الربع فقط ، وذلك بسبب تسلط الرأي الواحد في اتخاذ القرار الاداري، دون الاعتماد على الحاجة الضرورية والمشخصة من قبل المحافظين، كونهم اصحاب الشأن والدراية بمدنهم والظروف المحيطة بهم. ما يشاع اليوم من شعارات وهتافات تسعى الى تغيير الاليات التي تم اعتمادها في المحافظات الجنوبية، والدعوة الى عدم انتخاب القوائم نفسها التي اعتمدت في الحكومات المحلية، هي ذريعة كبرى لادخال اكبر عدد ممكن من العناصر السيئة والخبيثة الى اماكن القرار في تلك الحكومات المحلية التي ستنتخب، من اجل تفويت الفرصة على اهالي تلك المحافظات من الاستقلالية والتمتع بحقوق الاقليم الذي سيساوي اهله بغيره من اهالي المنطقة واقليم كردستان من ناحية الامتيازات على اقل تقدير.

المسؤولية الوطنية التي تنتظر الشعب اليوم، هو عدم السماح للسراق والمتزلفون والمتلونون من اختراق مجالس المحافظات، والعودة بالعراق الى المربع الاول من الاستبداد والدكتاتورية والانفراد بالقرار الحكومي، واهمال محافظات البلاد على حساب محافظة دون اخرى.وهذا لن يكون الا بالمشاركة الفعلية بالانتخابات، واختيار الاصلح والاكفأ والاقوى سياسيا، ونبذ الطارئين على تلك المجالس من شتى انواع التيارات الاصلاحية والدستورية والقانونية، والتي تتخذ من المسميات غطاء لفشلها الذريع على الساحة السياسية في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك