المقالات

الانتخابات و عدوى التزوير


( بقلم : د. نزار كامل الحلي )

من مقومات النهوض بالواقع الحضاري والانساني للمجتمع والدفع به الى اقصى درجات الرفعة والتالق هو بلوغ ذلك المجتمع حالة الملكة في ابداء رأيه بمطلق الحرية استنادا الى القناعة المترسخة لديه وليس على اساس المحاباة والمزايدات او المحاولات الرامية من بعض الذين وجدوا أنفسهم في المحافل السياسية سعيا منهم لشراء آراء الناس وقناعاتهم مقابل الأموال أو الوعود التي باتت كسراب يحسبه الضمان ماءاً , وأساليبهم التي يلوحون بها بين الفينة والاخرى بدلا من رسم برنامج سياسي وطرح رؤى مستقبلية بشان الوضع العراقي من شانها ان تساهم في تطور البلد , ومع قرب الانتخابات يلاحظ من بعض السياسين والاحزاب بدأ ببرنامج الدعاية الانتخابية ولكن لم يكن برنامجا دعائيا كما هو المالوف في جميع دول العالم وانما كان مخطط لا يمت لاصول الدعاية الانتخابية باي صلة , فمنهم من عمد الى تسخير الابواق الدعائية المرونقة والمزخرفة والاخر يغدق الاموال بلا روية تارة هذه الاموال يبتاع بها ارادة الناس وقناعاتهم واخرى يسخر بها من هو ساذج ومتفنن بالآعيب التزوير في اروقة صناديق الاقتراع وهذا خطر يهدد الجميع لانه يعتبر وجه اخر من اوجه الدكتاتورية لا بل من اوجه التعنت والتسلط والتي ان دلت على شيء انما تدل على العجز الكامل في اقناع المجتمع العراقي مسبقا من جهه وحالة النزق والانفعال المتولد لدى من لايملك مقومات اختياره من بين المرشحين ليلعب دور الاصلح من جهة اخرى ,

وهكذا الحال في ما رايناه في الكثير من دعاة حرية الراي والديمقراطية والتبجح بالمصطلحات الحضارية والمعيب ان منهم كان رئيس وزراء في يوم ما !! ومن حملة الفكر العلماني وشعارات التكنوقراط والوحدة .. والحرية ... والاشتراكية ..!! اليوم يلهث في بذخ الاموال ليسرق بها امال المظلومين والمحرومين على العكس ما نراه في بعض التيارات السياسية التي لها تمثيل حقيقي في الواقع العراقي ولها وقع في نفوس الشعب العراقي والتي لم تكن يوما ما تصادر جهود الناس والرجوع اليهم فقط في الانتخابات وغيرها , والذي يراقب برامجها بشكل دقيق يلاحظ انها لم تزيد او تغير من نمط التواصل مع القاعدة الجماهيرية قبيل الانتخابات بل بقيت بنفس السياق الذي كان في السابق وهذا ما يدل على ان ما كانت تقدمه من مساعدات من خلال بعض مؤسساتها الخيرية وتواصل دائم وحقيقي مع الطبقة المحرومة لم يكن دعاية انتخابية كما يفعل البعض ... وانما كان ضرورة ملحة اوجدتها تلك التيارات في سبيل ازاحة غبار الويلات التي قضت مضاجعهم طيلة الفترة المنصرمة وهذا ما يستدل به الى نصاعة ذلك التيار السياسي .ونحن ليس بصدد ذكر الاسماء لاننا لاندعم جهة دون الاخرى ولكن من موقعنا كسياسيين مستقلين ونرى من واجبنا الوطني اظهار الحقاق وبيان وجهة النظر الصائبة ازاء ما يجري في الساحة العراقية .

فحالة التزوير حالة لا تدل على الوعي الحضاري للمجتمع لما لها من افرازات ستخيب امالنا وتجعلنا نصفق الاكف اسفا – لا سامح الله - لذا يجب علينا كاناس نكترث بالوطنية ولا نفرط بها بان نفوت الفرصة على الذين يريدون التلاعب والتزوير بارائنا وقرارنا في هذه الانتخابات المصيرية التي تعتبر ثمرة جهد العراق فيجب ان نقتطف هذه الثمرة بحكمة ووعي ودراية تامة فضلا عن المشاركة الفاعلة في الانتخابات رغم التحديات المحيطة بنا ونضع نصب اعيننا الاصلح ... والاكفا .. ضمن معايير وموازين ونمنحه بذلك اختيارنا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك