( بقلم : عمار البياتي )
النظرة المستقبلية بخصوص اي قضية من شانها تحدد مصير ومستقبل البلاد والعباد وابداء التساؤلات عن نوعية نتاجها هو من حق أي فرد يعيش في بلده ويتمتع بحق المواطنه التي مني بها منذزمن بعيد فضلا عن ممارسة حقه الطبيعي باعتباره ركنا مهما في العملية الديمقراطية والدستورية, واذا ما اردنا منح الاحقية للانسان العراقي في البحث عن المكون السياسي الذي يملك القدرة على تحقيق احتياجاته ورغباته فضلا عن ماهيته ومدى صلاحيته فنمنحه الحق في قضية الانتخابات بالخوض والتنقيب عن الجهة التي يرى انها تتمكن من رسم سياسة انموذجية تليق بواقع العراق وتسهم في تحقيق الامن والرفاهية لما لها من اهمية كبرى من بين القضايا التي تبنى عليها سياسة البلد .
انصافا وبعيدا عن انكار جهود الاخرين والمزايدات في اعطاء الاولوية نجد المجلس الاعلى من بين المكونات السياسية يحظى بمزايا تجعله كثيرا ما يتفوق على منافسيه من حيث الثقل الجماهيري والعمق السياسي في الواقع العراقي فضلا عن العمق التاريخي والمسيرة النضالية التي نالها في فترة سابقة , اما بعد عملية التغيير في العراق قد دخل المجلس الاعلى المعترك السياسي باصعب ظروفه وأمر ايامه وافشاله مخططات الارهاب التي راهنت على تمزيق وحدة البلاد والفتك بمقدراته بالاضافة الى شرعيته التي يحظى بها من لدن المرجعية الرشيدة فضلا عن احتوائه القادة الذين لهم باع طويل في العمل السياسي والديني وعلاوة على ذلك خطابه الحيادي المتميز الذي ساهم كثيرا في تخفيف حدة الطائفية والمشاحنات السياسية التي اراد الاعداء من خلالها افشال المشروع السياسي في العراق.. فمن بين كل هذه المراهنات حقق المجلس الاعلى الكثير من الانجازات التي من شانها تساعد في ارساء مقومات التطور السياسي والاقتصادي .
اضف الى ذلك ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في الوسط السياسي يعمل بحرفية ويرتكز في مشروعه السياسي على اساس الجاهزية من حيث نضوج المشروع الذي يطرحه ومدى فاعليته , والقابلية من حيث مدى تقبل واقع الشعب العراقي لاي مشروع سياسي او اقتصادي او أي شروع اخر ,وكذلك يمتلك الامكانية في تقريب وجهات النظر للكيانات السياسية فضلا عن عدم تحفظه من اجراء أي تحالف سياسي مع أي كتلة سياسية تحمل بين ثناياها الدفع بعجلة تقدم العراق وهذا بدوره يكتسح النظرة التحزبية ازاء سياسة المجلس الاعلى , وكذلك لديه علاقات على المستويين الدولي والمحلي وعلى كافة الاصعدة فالمتتبع للاحداث عن كثب لا يخفى عليه ما حققه المجلس الاعلى خلال الايام القليلة الماضية من طفرة نوعية في واقع العلاقات الدولية للعراق وهذا الامر ينعكس على مدى قدرة المجلس الاعلى على اقامة علاقات دولية ليسهم في انفتاح هذه الدول على العراق مما يمهد الى تطوير ومعالجة الملف الاقتصادي من حيث الاستيراد والتصدير وتعاقد الشركات الاجنبية لغرض بناء وتطوير الجانب العمراني وغيرها من الامور التي تخدم البلد , اما على المستوى المحلي فالعلاقات الوطيدة مع الكتل السياسية السنية منها والشيعية خير دليل على قدرة الاحتواء التي يتميز بها المجلس الاعلى ونرى بالامس اجريت عدة زيارات لقادة المجلس الاعلى الى بعض المحافظات السنية وسط ترحيب واستحسان من قبل اهالي تلك المناطق وهذا يساهم الى حد بعيد في النهوض بالواقع الاجتماعي وتعزيز اواصر العلاقة بين اطياف الشعب الواحد.
فما يمتلكه المجلس الاعلى من حداقة سياسية وعمق في الوسط السياسي وثقله في الواقع الجماهيري يميزه كثيرا عمن ينافسه في الانتخابات القادمة التي تحدد مصير الشعب العراقي ولانعتقد ان عاقلاً يضع مصيره بيد من هو غير قادر على تحمل مسؤولية انقاذ الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha
