( بقلم : محمد مهدي الخفاجي )
في البدء علي ان أرفع قبعتي وانحني احتراماً وتقديراً لهذا الشعب الحي هذا الشعب الذي نسي كل شيء وتركه خلف ظهره وفكر بمصلحة بلده وأبنائه هذا الشعب الذي تعالى على العنصرية واللون والعرق وتعالى على المذهب والدين والطائفة وتعالى على الفرقة والانقسام و التشرذم هذا الشعب الذي علم العالم كله معنى المساواة ومعنى المواطنة معنى ان تكون ابن البلد ولا شيء غير انك ابن البلد .لنعترف اننا قد شككنا أيام انطلاق الحملة الانتخابية للمرشح الديموقراطي السيد اوباما في فوزه بهذه الانتخابات وانه سيكون الرئيس المقبل لأننا نستقي معلوماتنا من اعلامنا العربي المشوه هذا الاعلام الذي ولد من رحم الدكتاتوريات التي تكتم على انفاس شعوبها فكان يصور لنا هذا الاعلام المريض ان الشعب الامريكي هو شعب عنصري عدائي تارةً يُظهر لنا صور لأ اشخاص يريدون اغتيال اوباما لأاسباب عنصرية وتارة اخرى يصور لنا مواطن امريكي يقول ان اوباما مسلم ومن المستحيل ان ينتخب مسلم وتارةً اخرى ينقل لنا هذا الاعلام كتابات عنصرية بمفردات تتهم اوباما بالارهاب والعمالة لابن لادن كونه مسلم فقط لا اكثر.
ويطل علينا من شاشاتنا الصغيرة فطحل من فطاحل السياسة العربية ليحلل لنا حال المجتمع الامريكي الذي يصفه بالعنصري الذي يُقصي الاخر ويلغيه كونه ليس من اصول بيضاء ومن المستحيل ان يتغلب هذا الشعب على عنصريته وينتخب اسوداً من اصول افريقية واضافة الى انه من اب مسلم .... حتى وان صوت المواطن الامريكي في استطلاعات الراي لاوباما لكنهم في الاقتراع ستتغلب عليهم عنصريتهم لانهم سيصوتوا بورقة مغلقة ودون أي رقيب فيظهروا على حقيقتهم .
هذه العقلية العربية المريضة واعلامنا المشوه المقيت قد املى علينا استبعاد تصويت الشعب الامريكي لاوباما والاغرب من ذلك انفراد اعلامنا العربي بالترويج لنكرات من الشعب الامريكي يفكرون كالعرب بعنصرية وطائفية وعدائية واضف الى ذلك يأمنون بنظرية المؤامرة ويسلط الاعلام العربي الاضواء عليهم ويعتبرهم هم الممثل الشرعي للمجتمع الامريكي وهم الغالية السحيقة ومن الطبيعي ان يصوره العرب هكذا – فشبيه الشيء منجذب اليه - ومروج ومطبل له .
لكن في الحقيقة قد بانت امراضنا النفسية كعرب او كأعلام عربي مشوه وقد فضحت ليلة فرز الاصوات تفكيرنا الضحل وسطحيتنا وتضليلنا وتشويهنا للحقائق وافترائنا على الناس وعدائنا وكرهنا لهم دونما ذنب فهذا الشعب الحي هذا الشعب الذي أعجز عن وصفه علينا ان نتعلم منه ولا ننساق وراء اعلامنا المريض وسياسات طغاتنا الرعناء وافكار مجتمعاتنا المريضة الشعواء ونعترف ان هذه الشعوب تستحق حكامها الذين يرأسوها ونحن نستحق من يرأسنا (( فكيفما تكونوا يولى عليكم)) .
https://telegram.me/buratha
