المقالات

سوريا واكذوبة حماية الحدود العراقية


( بقلم : جميل الحسن )

الغارة الامريكية الاخيرة على سوريا كشفت من دون شك دور سوريا في دعم المجاميع الارهابية التي تتسلل باستمرار الى داخل الاراضي العراقية فماذا يفعل قيادي كبير في تنظيم القاعدة داخل الاراضي السورية بالقرب من الحدود العراقية ,ولماذا تصر سوريا على الانكار رغم الادلة الكبيرة التي تدينها فدمشق مازالت تحتضن اغلب قادة نظام البعث الصدامي في العراق امثال عزة ابراهيم وطاهر جليل الحبوش واغلب قادة الاجهزة الامنية والاستخبارية في زمن النظام السابق والمسؤولين عن قتل الاف المواطنين العراقيين والذين من بينهم اعضاء سابقون في القيادة القطرية ,

بل وترفض تسليم المطلوبين منهم الى الحكومة العراقية بتهم دعم الارهاب في داخل العراق ,ولولا خشيتها من تداعيات الاحداث ومخاوفها من ان يستغل ذلك كذريعة لمهاجمتها لمنحت اللجوء الى صدام واولاده لكنها رفضت ذلك خشية ان يتكرر معها سيناريو عبد الله اوجلان عندما حشدت تركيا نصف جيشها على الحدود مع سوريا ومهددة بشن هجمات على دمشق ما لم تسلم اوجلان اليها مما اضطر حافظ الاسد الى طرد اوجلان من سوريا ليتم القاء القبض عليه في خارجها .

ومن الواضح ان مشهد اسقاط التمثال في ساحة الفردوس في التاسع من نيسان كان ابرز المشاهد التي ظلت عالقة باذهان الحكام العرب الذين يخشون وما يزالون مشهدا مماثلا ومن بينهم النظام السوري الذي شعر ومنذ تلك اللحظة بانه الاقرب من سواه من الانظمة العربية الى مصير مشابه فسارع الى اتخاذ خطة مضادة للامريكيين في االعراق وذلك عندما فتح ارض سوريا لكل شاذ من عربان الصحراء للقدوم الى ارض العراق لمجاهدة الامريكان ومقاتلتهم فيه وكانت المخابرات السورية تدير عملية تدفق الارهابين العرب والاجانب الى العراق ضمن خطة دقيقة تقوم على استدراجهم الى سوريا ومنحهم كافة التسهيلات للوصول الى الحدود مع العراق وبمعاونة ادلاء محترفين يعملون لصالح جهاز المخابرات السورية ,حيث بلغ معدل تهريب الارهابيين الى داخل العراق بحوالي الفين ارهابي شهريا وهو رقم كبير ويكشف حجم الخطط السورية الواسعة لشحن كل ارهابي في العالم ودفعه الى داخل الاراضي العراقية ,

بل ان دمشق سارعت ايضا الى ايواء الاشخاص المعروفين بطائفيتهم المريضة واحقادهم على الشيعة في العراق امثال حارث الضاري والجنابي ومشعان الجبوري الذي يدير قناة فضائية تحرض على الارهاب والعنف في العراق .سوريا التي تدعي بانها تقوم بضبط الحدود مع العراق ومنع عمليات التسلل الى داخل الاراضي العراقية انما تؤكد في الواقع الاتهامات الموجهة اليها فسوريا التي كانت على علاقة سيئة مع نظام صدام البائد بالامس لم تكن تسمح لذبابة واحدة باجتياز الحدود الى داخل العراق على الرغم من حالة العداء والقطيعة التي كانت موجودة بين النظامين في السابق في وقت نجد انها تمنح الارهابيين اليوم الفرصة للتدفق المجاني عبر الحدود مع العراق ليقتلوا الاف العراقيين الابرياء في مختلف المدن العراقية عند ابواب المزارات والاضرحة وفي داخل الاسواق الشعبية وبالقرب من المدارس والجامعات والمساجد والحسينيات وهؤلاء الارهابيين الذين دفعت بهم سوريا بسخاء مجاني الى داخل العراق كادوا ان يتسببوا في اشعال فتيل حرب اهلية ضارية في العراق لولا ان تم تداركها في اللحظة الاخيرة من قبل اهل العراق الذين شعروا بمخاطرها وتهديدها لكيان العراق ووجوده على الخارطة والمنطقة .

لقد عملت سوريا في الاونة الاخيرة على التقليل من تدفق الارهابيين عالى الحدود مع العراق بعد ان شعرت بالاطمئنان من عدم وجود تهديدات امريكية لها وخوفها من ان يتحول الوجود الارهابي في العراق الى عامل تهديد لسوريا نفسها مع قدوم عناصر ارهابية متطرفة لا يمكن السيطرة على تفكيرها وتصرفاتها وعدم وجود ضمانت من ان لاتنقلب هذه العناصر وتهدد امن سوريا نفسه ,لكنها حافظت على علاقتها بالارهابيين وابقت عددا منهم بالقرب من الحدود العراقية ليتسسللوا منها الى العراق .ان الغارة الامريكية الاخيرة على سوريا رغم غموضها والتعتيم الاعلامي المفروض عليها من الجانبين الا انه لا يلغي وجود تورط سوري في دعم الارهاب عبر تدفق العناصر الارهابية الى داخل العراق بالرغم من نفي دمشق لذلك .

ان العراقيين ما زالوا يشعرون بالامتنان لدور سوريا في السابق في احتضان العديد من الرموز العراقية من ادباء وشعراء وكتاب وشخصيات سياسية ,بل يكفي ان دمشق تحتضن رفات شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري ومنحت الامان الى الشيخ الدكتور احمد الوائلي رحمه الله وتعاملت باحترام كبير مع الاف العراقيين المضطهدين الذين لجئوا اليها هربا من الطغيان الصدامي ,لكنهم يرفضون ان تستغل سوريا الاف الارهابيين المعادين لامريكا ليتحولوا الى جيوش تقاتل بالنيابة عنها في داخل العراق ليس لمواجهة الامريكيين ,بل في قتل عشرلات الالاف من المواطنين العراقيين الابرياء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2008-11-10
الاخ كاتب المقال اشكرك جدا على هذا المقال وانا كتبت اليوم مقال ايضا يبين للعراقييين مدى العروبة التعبانة التي يتمتع بها نظام بشار وحاله حال كل العرب من المحيط الى الخليج معظم الشعوب التي تتكلم العربية هي تحب صدام جريديهم الاعوج!! اما عن الاخ علي الذي علّق قبلي يدّعي بان اسمه علي والمفروض ان يكون منصفا مع اهله العراقيين ان كان عراقيا ويقول هو (سوريا حمت العراقيين) قوله ممكن صح فقط البعثيين الصداميين حمتهم سوريا العروبة والغير بعثي تصفه سوريا بالعميل !! هكذا هم القومجيون اللعنة عليهم انهم حثالة.
محمود الشمري
2008-11-10
اليست سوريا تلتزم الفكر البعثي الشاذ,اذن لا نستغرب دعمها للمجرمين والقتلة والأفاكين . وكما دارت الدوائر على ابن صبوحة في العراق ستدور بعون الله على باقي الحكام العرب الذين سببوا لنا التخلف والفتن بطغيانهم وجشعهم وحمقهم.
ali
2008-11-09
وانا اشكرسوريا لانها حمت العراقيين من نظامكم الدموي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك