المقالات

الحبل والبعثي وعقدة الملالي


( بقلم : حامد جعفر )

في ليلة شديدة الظلام, اختفى قمرها وانتشرت نجومها وكواكبها المتلآلئة, حتى اذا نظرت اليها رايتها متقاربة وكانها تتدافع بالمناكب. كان يدور بيننا حوار حول الكوميديا في الافلام والمسلسلات العربية وكيف تراجعت حتى اصبحت في الحضيض بعد مجد وعز وكانها غني فقد ماله وعياله ولم يبق له الا طربوش قديم يحرص على الاحتفاظ به ليلبسه بالمناسبات للتذكير بغناه الغابر .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر, فقد ذكرني هذا الحديث بشيخ الكوميديا الفرنسية رحمه الله وقد نسيت اسمه, ولقد شاهدت له مع فريقه من الممثلين افلاما كانت تقلب احزاني افراحا وعبوسي ضحكا يشتد احيانا حتى تكاد انفاسي ان تنقطع وامسك بقلبي لاهديء من خفقانه ..... في احدى افلامه كان يقوم بدور جندي احمق طبعا, وذات يوم جاء دوره في حراسة باب المعسكر وقال له القائد محذرا : كن يقظا ولاتسمح لاي كان بدخول المعسكر الا اذا كان يعرف كلمة السر والا فقم باسره او اطلاق النار عليه فقال للقائد : وماهي كلمة السر ياسيدي ؟؟ فحدثه القائد بحذر وقال : حبل ... فحمل بندقيته وراح يحرس بوابة المعسكر , ولم يطل به الامر حتى جاء عدد من الرجال لايعرفهم واقتربوا منه فصاح بهم محذرا فقالوا له: نحن اصدقاء جئنا لمقابلة القائد.. فما كان منه الا ان قال لهم صائحا : وهل تعرفون كلمة السر التي هي حبل ... فبهتوا قليلا ثم قالوا له مستدركين: طبعا انها حبل .. فبش في وجوههم وفتح لهم الباب وقال لهم ادخلوا امنين ....!!!!

ولما كان الشيء بالشيء يذكر فان كلمة حبل ذكرتني بقصة والي بغداد في ايام العثمانيين الذي امر بالقضاء على الكلاب السائبة وقضى باستخدام طريقة غريبة في القضاء عليها وذلك بان تحاصر الكلاب ثم يحاولون صيدها بواسطة الحبال كمثل افلام الكاوبوي عندما يصيد راعي البقر الامريكي ثورا هاربا او حصانا بريا ... ثم يسحل الكلب وينقل الى مقبرة اليهود ويربط هناك.. ولست ادري ماذا بعد ذلك, فهل كان يترك ذلك الكلب المسكين حتى يموت جوعا وعطشا ام انهم كانوا يقتلونه هناك؟؟ ويقال والعهدة على الراوي ان الاطفال في ازقة بغداد في تلك الايام كانوا اذا شاهدوا كلبا صاحوا : حبل.. حبل .. فما ان يسمع الكلب هذه الكلمة حتى يقشعر بدنه ويهرب كالصاروخ وهو يعوي خوفا ورعبا .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر, فقد ذكرني خوف الكلب من كلمة حبل بخوف البعثي من كلمة ملالي .. ولما كان اكثر القياديين البعثيين السابقين اميين تفريبا, فقد يكون خوفهم من كلمة ملا انهم واكثرهم قرويون من العوجة, قد انتظموا بالكتاب في طفولتهم, ولسوء خلقهم وكثرة غيابهم وشدة غبائهم كانوا يعاقبون بالفلقة حتى تزرق اقدامهم القذرة.ولذلك اصبحت كلمة الملالي تشكل للبعثي عقدة نفسية تحتاج لعالم عظيم مثل سيغموند فرويد ومنتجع نفسي خاص لتخفيف اثرها عليهم ... ومن المعروف ان صداما كان يعالج نفسيا على يد كبار الاطباء عراقيين واجانب .. ولما استفحل العداء بين العراق وايران واشتعلت الحرب ارتعب البعثيون وتخيلوا رجال الدين في ايران كالملالي الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب والتحقير .. فاطلقوا عليهم كلمة الملالي ... ونحن نعلم ان رجل الدين شيء والملا شيء اخر لايتشابهان .

واليوم صرنا نعرف البعثي ابو النعلجة من ذكره لهذه الكلمة فما يذكر رجل الدين الا وقال الملالي لان ذلك صار عادة وعبادة للبعثي الخبيث المهزوم في الوقت الحاضر .... وها هم على قناة المستقلة وقد سقطت عنهم ورقة التوت, من امثال البعثي الخائب المرتزق سرمد عبد الكريم المقيم في الدنمارك, واعلنوا انهم بعثيون ويحلمون بعودة جرذان البعث الذين يسمونهم مقاومة الى سدة الحكم ثانية ... ونحن نقول لهم كما قالت ام كلثوم : عايزنا نرجع زي زمان ... قل للزمان ارجع يا زمان .

حامد جعفر صوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك