المقالات

جوهر المعركة القادمة


( بقلم : شوقي العيسى )

المعركة: مصطلح يطلق على فئتين تختلفان ويصبح العداء بينهما ويشد القتال وقد يتعدى هذا المفهوم الى أكثر من فئة أو جهة وبالتالي تصبح المعركة وكما يقال "حامية الوطيس". وكثيرة هي المعارك منها معارك حربية بين الجيوش ومنها ماهو سياسي او اقتصادي او ثقافي وكُلٌ على شكل وجوهر معين.

يقف الشعب العراقي على اعتاب معركة قادمة ليس كما يتصورها البعض بين جهات خارجية أمريكية مثلاً..... لا بل ستكون معركة انتخابية وهذه المعركة لابد من الاشتراك فيها وحسم المواقف التي بدأت منذ بداية التغيير في العراق.

قد تطرح بعض التساؤلات: ماهو دورنا كشعب عراقي في اعماق المعركة الانتخابية القادمة؟ وبما انه سؤال في جوهر الموضوع اذ لابد ان نسترجع دورنا في الانتخابات الماضية وكيف أن غالبية الشعب العراقي ساهم في انجاح العملية الانتخابية وبالتالي السياسية، ولكن هل كان الاختيار موفقا؟ هذا هو السؤال ويجب علينا كشعب ان نبحث بماهية ونتائج الانتخابات الماضية وهل حقاً ساهمنا في تحديد السياسة العراقية المتأملة؟ وهل حقاً انتخــــــــبنا بترو ودراسة عن مواقف مسبقة ؟ قطعاً كلا.

لم تكن الانتخابات المنصرمة الا كحالة لم يشهدها العراق مسبقاً ولم يعرف كيفيتها ومضمونها وبالتالي جرت الانتخابات وظهرت النتائج مخيبة للآمال فجاءت على غرار طائفي وعرقي وبهذا فقد شارك الناخبون في ايجاد حكومة لم تقـدّم الخدمات بالشكل المطلوب وليس كما كان متوقعاً من قبل الناخب أن صوته الذي أدلى به سوف يدر عليه بالخدمات والتغيير الوفير، وهذا مالم نشهده او نلمسه، وليس ذنب الحكومة المنتخبة فحسب بل الذنب هو للناخب ايضا الذي لم تكن لديه رؤية واضحة ومستقرة عن الانتخابات وعن الشخص المناسب الذي ينتخبه.

لقد انتــخب الاسلامي حزباً اسلامياً وانتــخب العلماني حزباً علمانياً وانتــخب الكردي حزباً كردياً وهكذا فجاؤوا جميعاً ليس على اساس الكفاءة واختيار المناسب بل على اساس طائفي ، وادخل العراق في دوامة كبرى وصراع عقيم جراء التقسيمات الطائفية والفئوية والحزبية ، ولهذا لم يكن الاسلامي في موقعه الصحيح ولا العلماني ولا الكردي باعتبارهم وصلوا بتفكير غيرهم وانتخابهم من قبل الناخب العراقي جاء سهواً ليس على اساس دراسة ودراية بما سيقدمونه للشعب العراقي.

الشعب العراقي لا يحتاج الى اسلاميين ولا الى علمانيين ولا الى بعثيين بل يحتاج الى وطنــيين وطنييــــن ....... يحبون العراق ويحبهم مهما كانت توجهاتهم دينية او علمانية ، ويحتاج العراق الى مهنيين يعرفون كيف يؤدون واجبهم ، ويحتاج العراق الى سياسيين حقيقيين لانه بالحقيقة لايوجد بالعراق سياسيون كسياسيين بمعنى الكلمة يعرفون كيف يناورن خصوصاً والبلد محتل من قبل أمريكا ، ونصيحة أقدمها الى الاحزاب الاسلامية أن تبتعد عن السياسة لأنها خداع ومراوغة وكذب وافتراء هكذا هو السياسي ولذلك يقال أن فلانا سياسي داهية أو ذئب أو مخادع وما الى ذلك من الالقاب الغير لائقة بالاسلامي .

لذلك فالمعركة القادمة يجب ان تحسم لصالح الشعب العراقي بتفكير وتأني ودراسة من هو الأصلح والأجدر بالانتخاب؟. وليس على اساس طائفي وعرقي ، وتجربتنا خير دليل على ذلك فالعراق خضع لصراع طائفي وعرقي وانشقاقات دخلت على البلد منذ بداية التغيير ولحد اللحظة ، واتذكر قضية كانت قبل الانتخابات منذ ان كان الجيش الامريكي ومجلس الحكم يسيطر على العراق كانت الغالبية تحتج وتتظاهر على اصغر القضايا التي يطالبون فيها بتوفير الخدمات أو ، وترفع شعارات وهتافات ضد الامريكان ونشاهد التظاهرات والاحتجاجات يومياً والمطالبة بتأدية حقوقهم المسلوبة ، بحيث توهم العالم أجمع بأن الشعب العراقي قد ملك الحرية والرأي ، وبالحقيقة كانت مجرد زوابع تبتكرها بعض الجهات الحزبية لنيل فوائد معينة. أما في الوقت الحالي ومنذ الانتخابات وظهور التقسيمات أصبح الشعب العراقي يعيش حالة الخنوع والخضوع وتحت سيطرة الاحزاب فيا ترى من سيحسم المعركة القادمة الاحزاب أم الشعب العراقي؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك