المقالات

المجلس الاعلى ... مرجعية العلماء وضريبة الانتماء


( بقلم : علي الحمداني )

واحد من اسرار بقاء واستمرارية المجلس الاعلى في المرحلتين مرحلة المعارضة ومرحلة السلطة هو المنظومة الفكرية والسياسية التي يرتكز اليها المجلس الاعلى والاسس العقائدية والسياسية التي يرتكن اليها هذا الكيان السياسي بالاضافة الى الرؤية المتبصرة للمتغيرات والمستجدات والتحرر من التحجر والانغلاق.الانفتاح الايجابي الذي اتسم به المجلس الاعلى على المستوى المحلي والدولي والاقليمي العربي والاسلامي أهله ليحظى باحترام واهتمام الكثيرين وتبدل النظرة الى الاسلاميين التي ارتكزت في ذاكرة ووجدان الاخرين.هذا الانفتاح لم يتجاوز المبادىء والقيم والثوابت والارتكاز على هذه الثوابت لا يحد من الانفتاح على الافاق السياسية فشعار الصداقة والعلاقة مع الجميع ضمن احترام متبادل وتعاون مشترك كان شعاراً لامس الشعور والمشاعر.

التمسك بالثوابت والمبادىء والاتصاف بالمرونة والحفاظ على الخصوصيات واحترام هوية الاخرين وانتماءاتهم السياسية والدينية والمذهبية كانت من خصائص المجلس الاعلى. مرونة قياداته وشفافيتهم لا تفوق حزمهم والتزامهم فالتوازن سمة مميزة لا تفارق خطاب واداء المجلس الاعلى ولذلك حظى بكل هذه الثقة والمصداقية.ثمة هواجس ومخاوف تكرست في نفوس بعض السياسيين من تألق المجلس الاعلى وحضوره الفاعل في الميدان السياسي وهذه المخاوف بالوافع سلطوية وذات ابعاد انتخابية وهي غير مبررة ومقبولة بالتأكيد.المجلس الاعلى اعطى نموذجاً حضارياً في الاستيعاب واحترام الاخر والتنافس النزيه فهو لم يلجأ الى الاساليب الميكافيلية الوصولية (الغاية تبرر الوسيلة) فالغاية بنظر المجلس مهما عظمت فهي لا تبرر الوسيلة مهما صغرت بل الغايات والوسائل من سنخ واحد ولا يطاع الله من حيث يعصى.

المجلس الاعلى ومنذ تأسيسه المبارك بقيادة شهيد المحراب كان ينطلق من توجيهات الشريعة ومبادىء الاسلام ورؤى العلماء فكان يتمسك بثوابت دينية ووطنية واخلاقية ولن يتجاوز الخطوط الحمر التي فرضتها الشريعة ورفضها الشارع. ولا يتعاطى المجلس الاعلى بعلاقته الوطيدة مع العلماء والفقهاء بنظرة براغماتية ومصلحية بل يتفانى بالدفاع عن المرجعية الدينية ودفع ثمن هذا الانتماء والولاء طيلة المرحلة الماضية التي سبقت سقوط النظام الصدامي والمرحلة اللاحقة التي اعقبته. ان المجلس الاعلى وبشهادة الجميع هو التشكيل السياسي الذي يأتمر بامر المرجعية ويتناهى بنهيها ولن يتجاوز ارشاداتها مهما كانت الظروف والتحديات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك