بقلم : سامي جواد كاظم
كثيرا ما نردد اللهم العن اعداء الدين والمسلمين وانا كلما ارددها اقف عندها كثيرا لابحث عن من المقصود بهذا الدعاء ؟ عبارة كثيراً ما استوقفتني وكثيرا ما بحثت عن المقصود منها وكثيرا ما حاولت فهم اي اعداء ونوع الاعتداء الذي يستحق هذا الدعاء ؟ فابتدأ بحثي بعدة اسئلة واستفسارات منها على سبيل المثال طالما ان اللعن موجه الى اعداء الدين والمسلمين وبما ان المسلمين هي جمع لمفردة مسلم والمسلم هو كل من نطق الشهادتين وعليه هل بالضرورة ان لا يكون عدو الدين من الذين نطقوا الشهادتين ؟ وهل الاعتداء فكري ام مادي ام الاثنان معا؟ وغيرها من الاسئلة التي صالت وجالت في تفكيري .
المحصلة النهائية التي انتهى اليها تفكيري هو وضع نظرية او قانون وعليه استند في معرفة من هم اعداء الدين والمسلمين ، نظريتي تقول المسلم النظري هو كل من نطق الشهادتين والمسلم العملي هو كل من تمسك بحديث النبي محمد (ص ) الرائع وذو المداليل الفذة ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده).ولو اردنا البحث عن كلمة المسلم او الاسلام قرانيا سيظهر لنا انها استخدمت منذ زمن ابراهيم عليه السلام جاء في قوله تعالى (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، ) كما وان كل الانبياء تؤمن بمحمد خاتم الانبياء والرسل وبما ان الانبياء بعثوا لتوحيد الله اذن كل الانبياء هم مسلمون في داخلهم بل وفي عالم الذر حيث ان اسم النبي وجد في كل الكتب السماوية ففي التواراة اسمه ( فاراقليط ) وفي الانجيل ذكره عيسى باحمد والنبي نوح توسل به وباهل بيته عندما كان على ظهر السفينة ، اذن الانبياء مسلمون امام الله وطالما انهم لم يؤذوا احد بل افاضوا عليهم من الخير الذي منّه الله عز وجل عليهم اذن على المستوى العملي هم مسلمون عبد المطلب مسلم وعبد الله مسلم وابو طالب مسلم هؤرء مسلمون عمليون قبل البعثة ومن ادرك البعثة منهم والمقصود ابو طالب اصبح مسلم نظري وعملي .
اذن بعد البعثة اصبحت كلمة المسلم حصرا على من نطق الشهادتين وامام الملأ ليشهد عليه الملأ وسرا يشهد عليه الله عز وجل وهؤلاء كلهم من صنف المسلم النظري وعندما يكف يده ولسانه عن اذية اخاه الانسان وليس حصرا على المسلم يكون مسلم عملي .
السؤال هنا هل يوجد مسلم عملي دون النظري ؟ نعم هنالك مسلم عملي ولم ينطق الشهاديتين وهم كثر منهم المسيح ومنهم اليهود بل منهم لا دين له وتجدهم يفعلون الخير لغيرهم . اما من يرتقي منصب ديني او منبر جامع ويقذف كل من ليس على ملته بل وكل من لايتبعه بكلمات التكفير والتجريم والوعيد لمن خالفه والتي وصلت الى هدر الدم باسم الاسلام والاسلام منه بريء فهذا عندما يدعو اللهم العن اعداء الدين والمسلمين فانا اراه انه يلعن نفسه .
واذا ما زاد عن كف اللسان واليد بان ينطق الكلام الطيب ويعمل الخير لغيره ومع الشهادتين فانه ارتقى الى درجة المؤمن ، والخير والكلام الطيب الذي يحث عليه الله ورسوله واهل بيته لم يحدد اتجاه المسلم فقط بل لكل البشرية عامة فكما ذكرت الحديث السابق فهنالك احاديث اخرى منها مثلا الكلمة الطيبة صدقة وهذا يعني توجيه الكلام لاي انسان ، اماطة الاذى عن الطريق فكانه تصدق على كل المارة وهو افضل انواع الصدقة والاحسان ، حب لاخيك ما تحب لنفسك والناس صنفان اما أخ لك فى الدين واما نظير لك فى الخلق ( قول لامير المؤمنين عليه السلام ) ولو جمعنا حب الاخ وقول الامام عليه السلام (الناس صنفان ) ولم يقل ( المسلمون صنفان ) ليظهر هو ان نحب لاخينا الانسان في مشارق الارض ومغاربها وبغض النظر عن ديانته .
التكفير جلب الانتقادات الى الدين الاسلامي والمسلمين وكل من يجهل الاسلام ، وحقيقة هم بتصرفهم هذا هم اصبحوا اعداء الاسلام والمسلمين لانهم تجاوزا على المبادئ الاسلامية الحقة بل وهم السبب في خلق اعداء الدين والمسلمين ، التنابز بالالقاب هو الاخر جلب الكراهية للمسلمين ، الطعن والتهجم على كل من لا يتفق وديننا خارج حدود النقاش العقلاني والمنطقي هو الاخر وسع الهوة وكثر الاعداء .ولو التزمنا وبحق بنصح رسول الله واهل بيته في تصرفاتنا اتجاه غيرنا فوالله لنجعل امة الثقلين كلهم اسلام وعلى المستويين النظري والعملي هذا اذا لم نرتقي بهم الى درجة المؤمن .
https://telegram.me/buratha