( بقلم : علاء الموسوي )
حين يدور الحديث حول تشخيص الاخطاء والهفوات التي لامست العملية السياسية، والمسار الحكومي في البلاد، يتجه مسار الحديث بشدة الى المطالبة بوضع الحلول والمعالجة لمنع تكرار تلك الاخطاء مجددا،لاسيما وان الجسد العراقي (المتهرىء) يكاد لايتحمل مثقال ذرة من الاخطاء المصيرية التي باتت عيبا واضحا امام العيان، بسبب اصرار (البعض) على ممارسة تلك الاخطاء من دون تفاديها في المستقبل القريب. اليوم نحن (كعراقيين) امام امتحان عسير على مدار الاشهر الثلاثة المقبلة، والذي بدأ العدد التنازلي لها منذ اليوم السبت المصادف 1/11 ، استعدادا للخوض في انتخابات مصيرية وتأريخية في اختيار ممثلي مجالس محافظات البلاد، هذه المحافظات التي عانت الامرين، الاول في زمن النظام المقبور، والثاني في زمن المزايدين (اليوم) على حساب آلام وآهات الشعب وتطلعاته نحو المستقبل المنشود. لانريد ان نشير باصبع الاتهام بالتقصير والقصور الى اي احد من الاحزاب والكتل السياسية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، بقدر ما نريد التأكيد على ممارسة حضارية وديمقراطية تكاد تكون الوحيدة التي يملكها الشعب كسلاح يعبر فيه عما يريد تقريره لمصير ومستقبل بلده، والنظام السياسي الذي يجب ان يحكمه ويعبر عن اماله وتطلعاته. ما يشاع اليوم من مفاهيم مغلوطة تحرض الشعب على عدم المشاركة الفعلية في الانتخابات المقبلة، وبذرائع واهية لاتمت للحقيقة بصلة، كذريعة ان الذين تم انتخابهم لم يفعلوا لنا شيئا... وان انتخابات مجالس المحافظات ليس لها من الاهمية القصوى، مقارنة بالانتخابات النيابية!!... الى غيره من الاقاويل المغايرة لمصلحة الشعب واولياته المصيرية. فعلى سبيل المثال، من يتقول على ان المنتخبين سابقا لم يفعلوا شيئا، ولم يقدموا ما يستحق لانتخابهم مجددا!!!...
اذن فمن الذي طرد تنظيم القاعدة الارهابي من العراق؟؟... ومن الذي فرض الامن والامان في ربوع اكثر المناطق اثارة في البلاد؟؟.... ومن الذي حفظ حقوق الاقلية في الدستور لكي تفصح اليوم بحرية عن همومها وامالها لتقارن بالاكثرية من الشعب؟؟... ومن استطاع ان يخرج العراق من عزلته الدولية والاقليمية ليجعله باحة للاستثمار ومصدرا حقيقيا لموارد الشعب والسعي الى الترفيه عنه؟؟؟....
كل هذه المنجزات لايمكن تمييعها بمجرد اخطاء البعض في تقديم الخدمات واعادة اعمار البلاد، وتحقيق منجزات خدمية اكثر مقبولية لدى الشعب.... ذلك لان التحديات الراهنة وما تواجهه العملية السياسية من عراقيل وعثرات من الذين صعدوا على اكتاف المنتخبين زورا وخديعة، هم الذين يشكلون اليوم الخطر الاكبر، من السماح لهم في البقاء على دفة الحكم، نتيجة اعتكاف وزهد الجماهير عن المشاركة الحقيقية في الانتخابات المقبلة، والتي تعد المقدمة الحقيقية لطبيعة النظام السياسي الذي سيقود البلد، اما الى تعزيز مشروع الديمقراطية واعمار العراق ومساواته بما يحيط به من بلدان العولمة الاقتصادية والمالية، واما العودة الى المربع الاول في بسط طغمة الديكتاتورية والاستبداد بالرأي الواحد، على حساب مصالح واهداف الشعب. كل ما يملكه الشعب اليوم من سلاح التغيير الحقيقي للوضع الراهن، لايتعدى مشاركته الحقيقية في الانتخابات المقبلة، والتي سيحدد من خلالها اختيار الصالح من الطالح لحكم البلاد في الفترة المقبلة.
https://telegram.me/buratha