( بقلم : فراس غضبان الحمداني )
كنا ومنذ العام الماضي نتباكى ونريد هطول المطر ، فقد يبست الانهار ومات الزرع وجف الضرع ، وغرقت مدن العراق بعواصف الغبار ، واختفى عزة الدوري الذي كان ينتظر هذه المناسبات ويختار يوما تتراكم فيه الغيوم ليعقد مع مريديه صلاة المطر ، وحين يهطل يرفع برقية للقائد الضرورة ان الله استجاب لنداء القائد وحقق رغبة الشعب في استثمار زخات المطر في الزراعة وحاجات أخر .والعجيب اننا وبعد عزة الدوري الذي كان يدعي الدروشة والانتساب لعلي وعمر ظهر بدلا عنه عشرات الالاف من المعتمرين للعمائم من مختلف الالوان ويدعون الانتساب للنبي ويحملون القاب الحسني والحسيني والموسوي ورغم صلواتهم وطول خطبهم في صلاة الجمع وفي المناسبات التي لاتنقطع طول العام فان الرب لم يستجب لهم وشهدنا العام الماضي جفافا هو الاخطر في تاريخ البلاد ، وبدلا ان يهطل المطر هطل علينا الغبار، لكن الله ترحم علينا فسقط المطر اخيرا، ولعل في ذلك رحمة لمن يستحقونها ونقمة على مسؤولين في الكهرباء و امانة بغداد والبلديات في المحافظات والاتصالات ، واراد الله ان يكشف عن المستور ويفضح امر المليارات المختلسة والتي قيل انها انفقت على مشاريع أعمار كبرى في مقدمتها شبكات المجاري والكهرباء .
فقد غرقت بغداد مع اول زخة مطر وخاصة مدينة الصدر التي يحسدها البعض ضنا منهم انها مدللة عند حكومة الائتلاف وهي بمثابة ( العوجة) في الزمن الجديد ، لكن طفح المجاري في في اول ( مطرة) قد كشف المخفي واتضح ان شبكات المجاري مجرد( نكتة) ليس في هذه المدينة انما في عموم مدينة بغداد والتي انفق عليها المليارات ، لو انها استخدمت بنزاهة لتحولت العاصمة الى باريس الشرق ، ويقال ذات الشيء عن المحافظات .
وهذا الامر لم يعد جديدا او سرا لكن الغريب ان تسكت الحكومة ويصمت البرلمان على هذه الفضيحة التي تتضمن علامات استفهام كبيرة عن مدى وجدوى مشاريع الاعمار ، ولعل الذين أقترحوا توزيع اموال النفط على الشعب كانوا محقين فعلا ، وكان من الافضل ان تذهب هذه المليارات لجيوب الناس ليعمروا فيها بيوتهم ومدنهم بايديهم وبدون انتظار ان تمتليء كافة الكروش القذرة بالمال السحت الحرام .
لقد كشف المطر الذي تعطلت مع زخته الاولى شبكات المجاري و الكهرباء وتوقفت اكبر شبكات النهب الدولي عن العمل ونقصد خطوط الموبايل غير المباركة والمسكوت عنها من كل الجهات الذين قبضوا الثمن مسبقا ومازال الشعب يبحث عن شبكة لللاتصال او الانقاذ .
نحن بأنتظار زخات مطر جديدة ستكشف لنا بان ماكان مخفيا حتى الان هو الاعظم ، وها نحن بانتظار المطر عسى ان يغسل البلاد وينظفها من القاذورات البشرية .
https://telegram.me/buratha