( بقلم : سامي جواد كاظم )
الحسين عليه السلام لم يكن ملك لاحد وافكار الحسين ليست حكرا على ملة واحدة وكل ما يامر به او ينهي عنه فكل من قال لا اله الا الله هو المعني بالكلام بل ونرى هنالك الكثير من غير الملل تلتزم باخلاق الحسين حتى كان مثلهم الاعلى في كثير من جوانب حياتهم . للحسين ثورة شغلت العالم منذ وقوعها الى اليوم وستبقى لحين الساعة وكثيرون ممن كتبوا عن واقعة الطف ودوافعها واتفقوا الكل على ان خروج الحسين كان لدوافع اخلاقية وليس لامر ثان كما جاء في كلامه خرجت لاصلاح امة جدي .
اصلاح امة جده جاء بعد ما انتشر الفساد والمجون والابتعاد عن مبادئ الاسلام بقيادة يزيد الخليع الذي اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغناء والصيد واتخاذ الغلمان وامور اخرى حقيرة والاهم يعتبر يزيد هو اول من سن الملاهي في الاسلام . كل هذه الامور جعلت الحسين يخرج من المدينة الى مكة باتجاه الكوفة واجباره بالاتجاه صوب كربلاء حيث الواقعة . ففي كربلاء احتزت الرؤوس وقتلت العترة وسبيت النساء وروعت الاطفال وحرقت الخيام ومنعوا الماء بسبب ( اصلاح امة جد الحسين ) فهذا كله لا يسمح اليوم لان يخرج يزيد ثاني ليسن الملاهي في كربلاء حتى يقال عنه اول من سن الملاهي في كربلاء فهذه ارض تنبذ كل ما نبذه الحسين عليه السلام .فنهضة الحسين عليه السلام كما كتب عنها الباحث محمد شعاع في كتابه الحكم والاخلاق في منطق الثورة الحسينية انها ثورة لقلب نظام الاخلاق والتي تعتبر المعيار الاهم والمهم في تقويم البشرية وارتقاء المجتمعات نحو الافضل .
فالذين يحاولون وهم نفر قلة ومعروفون لدى اهالي كربلاء ان يعبثوا باخلاق كربلاء الحسينية وهذا العبث هو مرض خبيث للرد على الزيارات المليونية على مر المناسبات بل وحتى الاسبوعية لمرقد الامام الحسين واخيه العباس عليهم السلام كما وان قمة الشعائر الحسينية تنطلق وتنتهي من وفي كربلاء وهذا ما لايروق لكثير من القوى الارهابية والناصبية فحاولت وفشلت في تحريك اجندة لها في كربلاء للنيل من هذه الصورة الرائعة التي يرسمها محبي ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
كل ارض يرفع فيها اشهد ان لا اله الا الله هي معنية بالمبادئ الحسينية ويجب القضاء على مظاهر الفساد فيها اقتداء بالحسين فارض كربلاء مقدسة لاحتضانها اجساد طاهرة ضحت من اجل النهوض باخلاقنا واما الالتزام بالاخلاق الحسينية فالكل ملزم بها سواء كانوا في كربلاء او خارجها بل وحتى خارج العراق وهذا لا يعني محدودية مبادئ الحسين عليه السلام .
https://telegram.me/buratha