( بقلم : علي الحمداني )
والله العظيم كنت متردداً في اصل المشاركة في الانتخابات وقررت بسبب تردي الخدمات والامن بعدم المشاركة بل ندمت كثيراً على حضوري في اصعب ظروف العراق للمشاركة في الانتخابات السابقة. وشعرت بالخيبة والحسرة والاحباط بعد مشاركتي السابقة في الانتخابات وماتت فرحتي بسبب اخطاء الكثير ممن انتخبناهم وصوتنا لهم وخرجنا متحدين الارهاب للمشاركة في الانتخابات السابقة.
رأيت الكثير ممن فتحنا صدرونا لهم واعطيناهم اصواتنا لهم يتجاهلوننا فلم يفتحوا لنا خطوط هواتفهم فضلاً عن ابوابهم وقلوبهم بل بعضهم تنكر وتكبر علينا وكأنه تحول الى شخصية مرموقة لا يليق له حتى السلام علينا ولا يجوز له التواضع لنا. وتذكرت قول امير المؤمنين " كم مغرور بالستر عليه وكم مفتون بحسن القول فيه.." فهؤلاء اصابهم الغرور بمجرد حصدوا اصواتنا وعلى حساب حصد رؤوسنا من قبل العصابات الظلامية والتكفيرية التي قطعت اصابعنا في طريق اللطيفية لتلونها بالحبر البنفسجي اثناء الانتخابات.
صدقوني لا اندم ولا اتألم بل اتألم على هؤلاء المغرورين والمفتونين بسترنا على عيوبهم واطرائنا عليهم واعطائنا صوتنا لهم. هؤلاء لم يستفيدوا من التأريخ والاعتبار منه فبالامس القريب رأوا كان ازلام السلطة يتعاملون مع الجماهير بروحية التعالي والتكبر والغرور فاين اصبحوا الان واين هو شعبنا فالشعوب باقية والسلطويون زائلون والسلطة طارئة فلماذا نفضل الزائل على الدائم "أتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير" صممت على رفض المشاركة بالانتخابات وتحريض الاخرين بعدم ارتكاب الاخطاء مرة اخرى وانتخاب شخصيات استفادت من مواقعها لبناء مجدها الشخصي ومستقبلها المالي.
ولكنني توقفت كثيراً على قراري هذا وتراجعت عن قراري بعدم المشاركة في الانتخابات وذلك لاسباب كثيرة سأوجزها بالنقاط التالية:
1- عدم المشاركة في الانتخابات قرار خطير اسوء بكثير من المشاركة بل لن يحقق لي عدم المشاركة اي رغبة او هدف وربما يجلب لنا عناصر مفسدة وفاسدة نندم عليها اكثر من ندمنا على العناصر السابقة التي انتخبناها سابقاً.
2- ان عدم المشاركة في الانتخابات ليس حلاً صحيحاً بل حلاً انهزامياً وهروباًَ من الحلول الصحيحة.
3- ان اعتراضنا وامتعاضنا من النماذج التي افرزتها الانتخابات قد تكون سلبية بمجملها ولكن التعميم والخلط خطأ فادح فان هناك عاملين وفاعلين لا يتحملون اخطاء غيرهم وهم افضل من غيرهم بالتأكيد ولابد من انتخابهم لكي لا تجلب صناديق الانتخابات لنا نماذج سيئة.
4- ان الرد العملي الواعي على تردي الانتخابات وضعف الاداء الامني في بعض المناطق ليس بالانعزال والوقوف على التل ورفض المشاركة بل بالمشاركة الفاعلة والحضور في الميدان الانتخابي لكي ننتخب الاكفاء والاشداء والاوفياء.
5- رأيت تحريض اعدائنا ممن يفخخوننا على معارضة الانتخابات رسالة بليغة ومعبرة لنا فهؤلاء يخشون الانتخابات ونجاحها وهم في نفس الوقت ليسوا حريصين على حياتنا وسلامتنا فلماذا نحقق لهم امانيهم واهدافهم بعدم المشاركة فسوف اشارك لكي القن هؤلاء درساً وافوت عليهم مخطط تقويض الانتخابات.
6- قارنت بين المشاركة في الانتخابات وعدمها فرأيت في المشاركة قوة للعراق ومستقبلنا وعدم المشاركة تعني عودة البعث والفوضى والعودة الى المربع الاول والى العصابات الخارجة على القانون.
https://telegram.me/buratha