( بقلم : علاء الموسوي )
لعل اللهث وراء تحقيق احدى هذين الثنائيتين او الفوز بجمعهما، يمثل ابرز معالم المشهد العراقي اليوم، فاما تكون طالب (خبز) تسعى للحصول عليه (وبشتى الطرق) من اجل توفير قوت اليوم الذي لايكفي لادنى معيشة في القرن السادس عشر... او ان تكون جبارا عنيدا تسحق كل مايقف امام وصولك الى المنصب الذي يرضي غرورك، ويحقق اكبر قدر ممكن من المكاسب (الفئوية) لطائفتك او الحزب الذي رشحك اليه، على حساب الكفاءة والمهنية في التخصص. كنا نطمح ان يكون العراق الجديد مثالا يحتذى به من العدالة والانصاف لحقوق المستضعفين من الشعب، لاسيما وان الصبغة الطاغية على الصعيد (الحكومي) اليوم، هو اسلامي المظهر في القول والفعل، وتمخض من رحم تلك الطبقة الكادحة والمهضومة من اكثر فئات الشعب اضطهادا وتشريدا في عراق ما قبل التاسع من نيسان.
بالامس تألمت كثيرا لرواية احد الزملاء من مراسلي الفضائيات، حين نقل لي الصورة المؤلمة للعوائل المهجرة في (معسكر الرشيد) سابقا، في اقبالهم على شراء نفايات (الزبالة) المدن الراقية في بغداد، لاسيما مناطق المسؤولين في الحكومة، حيث نقل لي بـ (الصورة) تهافت اولئك العوائل على تلك (الزبالة) كتهافت مسؤولينا اليوم على المناصب الوزارية!!. وما آلمني اكثر.. هو ان مدينة بكاملها يمثل تعداد سكانها اكثر من (200) الف نسمة شمال بغداد ( منطقة المعامل) تطالب امانة بغداد، بعدم منع طمر النفايات فيها، وذلك للحاجة الاقتصادية الضرورية للمنطقة، كون تلك (الزبالة) تمثل مصدر عيش للكثير من العوائل (العراقية) في تلك المدينة البائسة والمحرومة من كل شيء!!.
كيف يمكن لنا التكلم بقضايا سياسية كبيرة في المجتمع، وبيان اهميتها المستقبلية على العراق، من قبيل التحدث عن الاتفاقية الامنية، وضرورة التوافق السياسي، فضلا عن اهمية الاقبال على الانتخابات (كونها مصيرية) وذات بعد مستقبلي لماهية الحكم والسلطة التنفيذية... وهناك الالاف من العوائل يقتادون على (زبالة المسؤولين) في العراق الجديد؟؟... كيف يمكن لنا (كاعلام هادف) اقناع الفقير والجائع بضرورة (دمقرطة) المجتمع، والتوافقية الديمقراطية، والمحاصصة السياسية.... والعشرات من المصطلحات التي تجدها في ثنايا المدارس الميكافيلية والرزوفلية في علم السياسية، وبعيدا عن علم الخبر والرغيف اليومي لعامة الناس!!!. قلناها مرارا وتكرارا، ان المسؤول الذي لايقدر على التفكير بنواح موضوعية ومنطقية لايجاد حلول جذرية لمئات المشاكل والازمات التي وجدت في العراق، فليتنحى عن منصبه ويترك الامر لـ(ولد الملحة) اصحاب الشهادات والتخصصات والممارسات الفعلية والواقعية.. لا الكلامية فقط.
وعلى مجلس النواب ان يحاسب ويطالب ليلا ونهارا وبكل السبل المتاحة له دستوريا وقانونيا، بمحاسبة المقصر والمسيء في اية وزارة او دائرة في كل شبر من ارض العراق، ومن دون التأثر بالمزايدات الرخيصة التي يطلقها البعض من نوابه ، والا ستكون بداية النهاية لذلك المشروع التغييري على يدي اولئك المقصرين في الحكومة والمنتفعين من اموال الشعب المظلوم.
https://telegram.me/buratha