بقلم : سامي جواد كاظم
مصدر الخبر ( الرياض ـ المصريون (خاص) : بتاريخ 19 - 10 – 2008) وصدر الخبر يقول ( طالب عدد من الأشراف ـ الذين يصلون نسبهم بآل بيت النبي الكريم ـ طالبوا الشيعة والحكومة الإيرانية بالاعتذار عن قتل "الحسين" بن علي رضي الله عنهما )، والرسالة جاءت بتوقيع (عبد الكريم الحسيني ، وطالب شافع ).
اعتقد ان الوقت مناسب جدا لمطالبة الاشراف بدية قتل الحسين وهذا جاء تزامنا مع تصريحات القرضاوي اولا وثانيا انهم كانوا مفجوعين الف واربعمائة سنة منذ ان قتل الحسين واليوم قد صحوا !!!! ولكن الذي فاتهم امر مهم ، هل انهم الاشراف الوحيدون من نسل الحسين فقط ولا يوجد غيرهم في بقية اصقاع الارض لا في امريكا او بريطانيا او الهند وغيرها من بلدان العالم ،ام لا يحق لاحد الا هم باعتبارهم في بلد الخلافة الراشدة ؟الغريب في مطالبهم هو (وجوب إعادة أموال الفيء والأخماس لهم ) ولااعلم كيف تسمح السعودية لاشرافها ان تطالب بشيء لاتقر به بل وتشنع على الشيعة بوجوب الخمس الا يدل هذا على عدم سبك الكذبة جيدا ؟!!وادعوا ان ( ثبت بالدليل القاطع من الكتب والمصادر والروايات الشيعية والسنية على السواء أن أجداد هؤلاء الشيعة المنتشرين في العراق وإيران الآن قد قتلوا جدنا الحسين رضي الله عنه، وقد اعترفت الروايات والكتب الشيعية بهذه الجريمة الشيعية ) , تعالوا لنناقش بعذ هذه الادلة .
الدليل الاول هو دعوة الحسين عليه السلام وهذا نصها (ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: اللهم إنْ متّعتهم إلى حينٍ ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا»، وهذه الرواية في كتاب (الإرشاد) لإمامهم الشيعي المفيد (112).
تعقيبنا :مكان الدعوة هو ارض الطف والمقصود بالدعوة هو جيش يزيد وعصابته من عمرو بن احد العشرة المبشرين بالجنة سعد بن ابي وقاص وعبيد الله ابن زياد ابن سمية والشمر ابن ذي الجوشن ومن دخل في معيتهم من الذين كتبوا وغدروا بالحسين (ع) وبالفعل تحققت دعوة الحسين فيهم فقد تشردوا ولم يرض عنهم الولاة اي المختار الثقفي الذي اقتص منهم وليس المقصود من حديث الحسين شيعته في العراق وباقي البلدان ، والمختار هذا من الشيعة ومن الكوفة والذي قال عنه الائمة الاطهار (عليهم السلام ) (انه اثلج صدر كل علوية ) اذن اين هو من دعوة الحسين ؟
واما ان هنالك من كتب للحسين وغدر به فليس هم من الشيعة لان الشيعة لهم صفات كثيرا ما يؤكد عليها الائمة الاطهار ، والسؤال هنا هل كل من اذنب يكون الاحفاد ملزمين بتنفيذ تبعيات ذنب اجدادهم ؟، واذا كان ذلك فان اهل المدينة ملزمون بالدية عن قتلهم عثمان مثلا .
واذا كان اهل الكوفة هم الذين قتلوا الحسين فلماذا تطالبون ايران بالدية هل هذا يعني ان الكوفة كانت تابعة لايران في وقتها اذن من حق ايران المطالبة بالكوفة اليوم ، ام ان الحقد جعلكم تتخبطون في سفاسفكم هذه ؟!! واما اعتماد هذا النفر الضال على كتاب ( لله ثم للتاريخ ) تاليف شخص يدعى حسين الموسوي ومن هو لايهم فالذي يريد معرفة حقيقة هذا الكتاب فانه يستطيع ومن خلال محرك البحث او موقع اليوتيوب ان يطلع على حقيقة هذا الكتاب والمؤلف والذي اذكر لكم فقرة صغيرة تبين جهل الكاتب وهو انه يقول ان الشيعة تعتمد كتاب ابي فرج الاصفهاني والذي هو معتمد لدى السلفية ولا يعترف به الشيعة كما وانه ذكر السيد الغروي ولا يعلم ان الغروي شيخ وليس سيد
والدليل الثاني لهؤلاء ( الاشراف ) حديث للامام السجاد عليه السلام جاء في بعض منه (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق .....) ، اصل الحدث ان هنالك من كتب للحسين وتخلف عنه هذا امر مفروغ من صحته وحاله حال كثير من الانقلابات والخذلان التي تحدث في العالم ولكن هل هذا يعني التعميم ؟ ان قلتم نعم اذن مكة مدانة لتشريدها النبي (ص) وعدم مؤازرته في دعوته بل ومحاولة اغتياله ، وبقية القبائل والاحزاب التي تامرت وتكالبت على محاربة النبي وكان لها عدة معارك وكانت احداها وهي احد على وشك قتل الرسول لولا سيف علي اذن هذا من ذاك والرسول اعظم منزلة من ولده فغدركم اكبر من غدر الكوفة..
والامر المهم هو لغة التعميم دائما ماتستخدم في القران وكلام العرب ، فالذين ازروا المختار في ثورته على قتلة الحسين هم من الكوفة واليمن وبقية القبائل العربية ولولا وجود الناصر في الكوفة لما جعل امارته في الكوفة فهل يعني ان هؤلاء شملوا بحديث الامام السجاد (ع) ؟!! واذا كان الشيعة قتلوا الحسين فلماذا اقتيد الباقي اسرى الى يزيد في الشام ؟ هل هنالك شيعة ؟ وهل اقررتم انتم بفسق يزيد الذي تكنونه خليفة المسلمين ، بل الطامة الكبرى هنالك احد مشايخكم الذي كان لي حوار معه عبر الانترنيت ضمن موقع فيصل نور واسمه ابو فرحة ذكر يزيد ضمن الاثني عشر خليفة الذين ذكرهم رسول الله ان الاسلام سيكون عزيز بحكمهم .
والمضحك ان ( الاشراف ) ناشدوا ملوك وأمراء ومؤلفين وموظفين وسائر أهل البيت على مختلف وظائفهم وأماكنهم وبلادهم، أن يتحدوا ويتعاونوا في رفع قضية دولية تطالب فيها الشيعة بالاعتذار الرسمي عن قتل أجدادنا من آل البيت . اذن طالما المناشدة للملوك والامراء وهم اذن اصحاب الجلالة حكام الخليج مضافا اليهم ملك الاردن والمغرب فهل سمعتم ان احد هؤلاء الحكام والامراء لم يضطهد الشيعة في البلدان المتسلطين على شعوبها ؟!!. والطلب المسخرة ( للاشراف ) هذا ( كما نطالب الشيعة في قم والنجف بضرورة استرجاع كافة أموال الأنفال والأخماس التي نهبوها باسمنا وبالتمسح بنا، فهذه الأنفال والأخماس من حقنا نحن آل البيت، ) هل تم حصر السادة في الرياض دون النجف والبلاد الاخرى الا هذا يفضح المخطط الهزيل الذي تعتمده الاجندة الوهابية في سبيل شغل انتباه الراي العام في هذه البلدان عن الاكثر من 900 مجرم وهابي يتم محاكمتهم في السعودية بتهمة الارهاب والذين لا شيعي بينهم .
اضافة الى ذلك جاءت فتوى المطيري بنفس السياق هذا والتي مفادها بتحريم بيع العقار الى الشيعة لانهم سيغزون بلادهم وهذه الفتوى التي صدرت قبل ثلاثة اشهر ولم يعر لها اي اهتمام من قبل احد اعادوها اليوم حتى تشغل الناس عن محاكمة الارهابيين الوهابية .
https://telegram.me/buratha