( بقلم : علاء الموسوي )
اخطر ما يكون على المجتمع حين يُباع ويُشترى القلم الحر، من اجل استغلال حبره لصالح مدح وثناء الانتهازيين والعابثين في الارض، فضلا عن كتم الكلمة الصادقة والصادحة بالحق، من خلال المحاولات المستمرة والمستميتة من قبل المعنيين (الطابور الخامس) في المكاتب الاعلامية لوزاراتنا الموقرة!.
اذ تجد حبائل الاغراء لـ(صحفيي اليوم) متنوعة في وسائلها الشيطانية والخبيثة، فتارة تُستخدم الولائم والعزائم من شتى انواع اللحوم والحلويات وفي ارقى المطاعم والصالات... وتارة اخرى يكون للدولار الفيصل في الاختيار والوصول الى المبتغى الحقيقي في الترويج والتلميع لاصحاب الكروش المملوئة بأموال الشعب. حين تطالع افتتاحيات الصحف اليومية واعمدتها الداخلية، فضلا عن المواقع الالكترونية، تلمس ظاهرة (اللوكية) المدح والثناء ـ على حساب الحقيقة ـ للوزراء والمدراء العاميين منتشرة بشكل يستدعي الخوف حول مستقبل نزاهة السلطة الرابعة في العراق، بعدما استشرى الفساد المالي والاداري في جميع مفاصل الحكومة. فبدلا من ان تكون افتتاحية صحفنا فاضحة للممارسات اللااخلاقية والمخالفة للشرع والقانون، في جميع مفردات الظاهرة اليومية في المجتمع، نجد (اغلبها) مسخرة لمدح ذاك.. وتقديم الشكر لهذا.. والاشارة الى نزاهة الحرامي الفلاني... وبيان مدى اخلاص المنتفع العلاني.
من المؤسف ان تتحول الثقة الممنوحة من الشعب لصحافتنا اليوم ، والتي باتت المتنفس الوحيد للتعبير عن تلك الالام والظلامات، الى منبر للتخاذل والخيانة بحق الوطن والمهنة. فعلى الرغم من طرح آلاف الاسئلة والشبهات حول نزاهة وزارة التجارة والكهرباء والتربية...، نجد ان هناك صحفا يومية واسبوعية مسخرة من خلال اقلام العاملين فيها، الى مدعاة لتفنيد تلك الحقائق الناصعة ببياض الشمس، بجمل تزويقية ومفردات تلميعية على حساب منافع شخصية لرئيس تحريرها، او احد العاملين فيها، ناهيك عن الصفقات الاعلانية التي يبرمها المكتب الاعلامي لوزارة ما، مع اداراة تلك الصحف، شريطة الكف عن الاشارة الى اي سلبية، وطرح البديل عنها من المدح والتطبيل في ثنايا الصحيفة الرخيصة والبعيدة كل البعد عن المصداقية والمهنية الصحفية الموكول اليها!. بالامس القريب قرأت افتتاحية جريدة (.....) بقلم رئيس تحريرها (.....) وبعنوان(بعضهم يعمل بايمانه في رحاب وزير التجارة) يمتدح فيه وزير التجارة مدحا لاذعا الى حد (اللوكير) النخاع، واصفا اياه بانه الرازق والممول والمثخن بهموم الشعب نتيجة نقص العدس والفاصوليا والطحين............وووووو، من مفردات البطاقة (المفقودة)،وحين راجعت الاعداد السابقة للجريدة نفسها، وجد الحالة متكررة نفسها مع وزير اخر ومن جنس واحد، الا وهو وزير الكهرباء، الذي وصفه في مقاله الافتتاحي، بان المظلوم (رقم واحد) في العراق، بسبب تكالب الشعب العراقي عليه واستهدافه من قبل وسائل الاعلام، وتحميله مالايقدر على حمله!!. وعندما انتابني الفضول عن الاسباب التي دفعت هذا (الزميل) الى انتهاجه هذه الظاهرة (...) في مقاله، رأيت الاجابة ماثلة امام عيني حين تصفحت الصفحات الداخلية للجريدة، والتي وجدت معظمها غارقة بأعلانات تلك الوزارتين، بفضل علاقته الحميمة مع مكاتبها الاعلامية، لاسيما وان الاخ (....) مدير المكتب الاعلامي في وزارة التجارة، معروف بسخائه وكرمه في منح صحفيي (....) صكوك الاعلانات والايفادات خارج البلاد...... ، فضلا عن تسهيل مهمة تسجيل الاسماء في التقديم لشراء السيارات بالتقسيط من معارض وزارة التجارة.
لا نريد الخوض بذكر المزيد من الاسماء والعناوين التي طرحت في هذا المجال، بقدر ما نذكر (عسى ان تنفع الذكرى) ان الصحفي لايملك غير قلمه الحر وفكره المحايد في خدمة المستضعفين والمظلومين من الشعب، وفي حالة فقدانه لاحد معطيات تلك الصفات، فانه سيتحول من ملاك طاهر، الى مارد خبيث ومطية نجسة بيد الانتهازيين والمنتفعين، والذين سيفضحونه يوما ما بعد ما ينتهي (اكسباير) مفعوله الانتهازي.
https://telegram.me/buratha