المقالات

لله يا محسنين ..من مال الله ومال العراق يا مسؤولين!

1433 10:34:00 2008-10-25

( بقلم : بشرى الخزرجي )

أصبح عرض التقارير والبرامج التي تتحدث عن بؤس الواقع الخدمي في العراق وانعكاسه السلبي على حياة المواطن العراقي، عرضا شبه يومي وفي أغلب الفضائيات العربية والعراقية، وحديثنا هنا نخص به الفضائيات العراقية التي تمتلك مكاتب ومراسلين وموظفين يعملون من الداخل العراقي، على اعتبار أنهم الأكثر قربا ووقوفا من يوميات الشارع العراقي ومشاكله، وما تتكدس فيه من مظاهر تصور لنا الفرد العراقي كيف آلت به الظروف المتعبة إلى التسكع والانتظار الدائم على أبواب المؤسسات والدوائر الحكومية لحل قضاياه الرسمية منها والمعاشية، فكم من الحالات والصور الغير إنسانية حرصت قنواتنا الباحثة عن الحق والحقيقة على بثها في الآونة الأخيرة لنا معشر المشاهدين!، من برامج تستنهض الحس الوطني وتستحث ضمائر المسؤولين في البلاد، إلى تحقيقات ومناشدات مواطنين يفترشون الأرض بعد أن هدّهم الانتظار الطويل في طوابير المراجعين وهم يتطلعون إلى الفرج أمام هذه الدوائر الحكومية.

لقد شاهدنا قبل أيام من على شاشة إحدى الفضائيات العراقية وقلوبنا حرّا منظر الرجل العجوز الفاقد للبصر والمقعد أمام دائرة صرف الإعانة الاجتماعية أو الراتب التقاعدي وهو ينتظر استلام راتبه القليل الذي لا يسد حوائج رجل معاق أعمى مثله قضى جل عمرة في خدمة وطنه وشعبه، رأيناه يحكي فاقته وقله حيلته والعبرة تتكسر في صدره!.. والله لقد حزنّا حد الألم الشديد عليه ومن كلماته النابعة من جراح عميقة وأصيلة، عبرت حدود الزمان والمكان ووصلت إلينا تاركة نزفا كبيرا في صدورنا الممتلئة حزنا وألما على المحرومين والمظلومين من أبناء الشعب العراقي، عبارات قاسية قسوة الزمان عليه رددها هذا الطاعن في السن تذكرت من خلالها وبلوعة منظر والدي المسكين الحاج أبو هاني أمام الموظفين وهو يتوسل إليهم ماسكا أوراق معاملته بيديه التعبة من أجل أن يتعطف عليه أحدهم بإتمامها حتى يحصل على بعض التعويض المادي مقابل منزله الذي صودر منه عنوة في العهد السابق.. تذكرت والدي عند مشاهدتي هذا العجوز وكيف تقطعت به السبل في العراق الذي عاد إلى أحضانه بعد فراق الغربة الطويلة، أبي الذي دار وحار بين دوائر الدولة وفسادها القاتل وآخر المطاف حصل على وريقات تقر بحقه في الحصول على التعويض المالي، لكن أي تعويض، وعن ماذا؟ ومتى يصرف هذا التعويض وأين؟.. الله أعلم!

وبعد شرحي الغير مفصل عن حالات ومعاناة المراجعين المنتظرين على أبواب المسؤولين المنصفين المخلصين للناس وهمومهم جداً! أتساءل و قد يشاطرني دهشة السؤال آخرين غيري، ما الجدوى من عرض متاعب ومآسي الناس والتقارير والتحقيقات التي تتصفح وجوههم البائسة كل يوم من على شاشات فضائياتكم دون إيجاد أو محاولة إيجاد الحلول الجذرية الشافية لها رغم مرور زمن على طرح هذه المتاعب والمشاكل على طاولة برامجكم المعنية، كمشكلة الروتين والرتابة المقيتة في دوائر الدولة والفساد وغيرها الكثير من القضايا التي أنهكت المواطن؟ أم أصبحت لنا ثقافة جديدة سمتها وعنوانها: ناشد وطالب ثم توسل في طوابير الانتظار الطويلة حتى يأتيك الربيع! أي الفرج.

إلى متى يبقى قدر الناس في بلاد ما بين النهرين العوز والفقر والفاقة إلى الحد الذي نشاهد فيه أمهات وأطفال يعتاشون على القمامة في زمن الحضارة، وفي الوقت الذي تحسدهم شعوب العالم مجتمعة على خيراتهم التي يسيرون عليها؟، ترى هل سينعم الشعب العراقي بخيراته يوما ما؟،ومن سيكون قادرا بالفعل لا بالقول والشعارات، على رفع المستوى المادي والمعنوي للعراقيين واسترداد حقوقهم.

سننتظر مع المنتظرين موعد إنتخابات مجالس المحافظات القادمة والشعارات والوعود والبرامج الإنتخابية الإصلاحية، ونترقب حماس ومشاركة الشعب العراقي الفعالة في هذه الانتخابات من أجل التغيير والإصلاح الذي ينشده الجميع لصالح العراق وصالح أبنائه، كما نتأمل خيرا في أن يجد شباب العراق (الطافرة الدنيا من عينهم) فرص عمل تنتشلهم من الفقر والضياع وحاضنات الإرهاب، حتى لا نسمع ونرى من على شاشات فضائياتنا شبابا عراقيون يرددون وبحرقه في وجوه المسؤولين المتصدين لخدمتهم نداءاتهم المتكررة: كافي بعد سرقات! شوي باوعوا على الناس!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2008-10-27
ان ماتت القلوب 000 فلا تسال الطيب من اهلها0000 وهذا مانراه في تعامل كثير الحثالات وخاصة في اجهزة الدولة000 وهذا دليل واضح 00 هو بعد الناس عن الدين والشرع المقدس000 والا كيف يرتضي الموظف ان يتعامل مع الناس الكهله بهذه الاساليب المتعجرفة00 ولو كان هناك مسؤؤل شريف لتابع الامر بنفسه00 ولايركض ملهوف من الصباح للجلوس على كرسيه الخاوي من القيم والاخلاق والذي لم يكن قد صدق ان يجلس عليه في يوم من الايام00 لولا ارادة الله والدماء الزكية التي اريقت من اجل هذا البلد00
مواطن صابر
2008-10-26
الى الأخوة في براثا ان اول صفة في الاعلام الحر ان يكون له مجال لسماع رأي الأخر وأعطاه المجال في أبداء رأيه وسماع مالا يعجب بقدر اذ لم يكن أكثر ممايعجب وخاصة في المسائل السياسية فما ان تنشروا الردود واما ان تلغوها فليس من الانصاف ان تختاروا مايطربكم ويجعل قلوبكم ترقص وتهملوا من يتكلم بواقع العراق ان هذا الاسلوب وهو أسلوب البعث الكافر وحشاكم منه لايليق بكم وانتم تدعون مناصرة الحق وأيصال صوت من ليس له صوت فأذا كان هدفك خدمة العراق فعليكم سماع أصوات العراقيين الذي يعشون واقعة وليس العراقيين الذي يشاهدوه من خلف التلفاز وان كنتم تتسترون على عيوب فلن تسطيعوا ان تخفوها بسياسة تكميم الأفواه لأن الشمس لاتغطى بغربال فلا تكوني مثل الذي قبلكم من يرى اعلامهم يتخيل ان العراق محظوظ بحاكميه ان مشاركتنا في الردود على ماتنشرون منطلقا من حبنا وأحترمنا لأسد العراق الشيخ الصغير رعاه الله في قول كلمة حق حتى وان لم تعجب الأخرين فأما ان تسيرون على نهجه وأما تبقون كالنعام واضعة رأسها بالرمال ان مايحزنني ان ادخل على بعض مواقع البعثية الانجاس واكتب ردود وتنشر بل ويردون عليها رغم شتمي لهم وأتي الى مثل هذا الموقع الشريف وأشارك فأجد ردودي لاتأخذ طريقها للنشر في حين تنشر ردود المداحين فأرجو تأخذوا هذا بعين الأعتبار وكونوا منصفين وشكرا مواطن صابر
ام رضا
2008-10-26
الفساد آفة تنهش بجسد العراق منذ زمن الطاغية من ياترى يستطيع الوقوف بوجهه؟؟ والسرقات بلغت أوجها وتنامت بسبب المحاصصات التي جاء بها المحتل للبلاد .. ينقل عن اشخاص لم يكن لهم مايعتاشون عليه في احد دول الجوار الصديقة للعراق والان هم لايتحدثون الا بالملايين!! وهذا ليس حسدا لا سمح الله إنما هذا ما حدث و يحدث،فضلاَ عن السرقات التي تجري على يد من يفترض بهم أن يكونو في خدمةا الناس.. كان الله بعونك يا عراق
بديع السعيدي
2008-10-26
الفساد هو الافة التي اكلت الاخضر واليابس فيا عالم انظروا الى الكثيرين الذين كانوا لايملكون شيئا بحيث كنا نرسل لاحدهم خمسون دولارا لسد احتياجاته انذاك اليوم عنده اثنتا عشر مليون دولار باحد البنوك في الامارات هذا كله بسبب الفساد الاداري والمقاولات المزيفه التي مارسها بعض المسؤولين للاسف الشديد -لماذا لايصار الى محاسبة هؤلاء الذين سرقوا اموال الشعب كاصدار امر او مساءلة هؤلاء من اين لكم هذا ولكن لايوجد وللاسف اقولها من هو شجاع ليقف بوجه هؤلاء ويتصدى لهم فالى متى يبقى العراق رهينة بايدي ساريقيه
ali.albawi
2008-10-25
الفساد ...الفساد !! الفساد هو الذراع القوي للأرهاب ، وهو سلاح رهيب يستخدمه ناس في مختلف مراكز المسؤلية ضد كل الناس الشرفاء في هذا البلد المبتلى بالمفسدين !! والفساد يعيش في القلوب التي لا تخاف الله وعلى الفلتان !! ينمو الفساد حيث لا حساب ولا عقوبة ولا حتى لوم للمفسد !! والطامة الكبرى اليوم هو عندما نشعر أو نلمس ان الأنسان الذي نرجوه أن يكون منقذا لنا من بلوة الفساد والمفسدين هو الآخر فاسد حتى النخاع !!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك