( بقلم : ميثم المبرقع )
لم يكن العمل الارهابي الذي تشهده البلاد عملاً مجرداً عن اهداف واجندة سياسية محددة ولم تكن العمليات الارهابية لاهداف عبثية وان كان الاستهداف بحد ذاته عبثياً وعشوائياً. واحدة من اهداف القوى الارهابية في العراق ايجاد فتنة طائفية او دينية بين مكونات شعبنا كما حصل في الاستهداف المذهبي وتفجير المرقد المقدس في سامراء وما حصل مؤخراً من استهداف الاخوة المسيحيين بالاغتيال والتهديد والتهجير.
ومن تلك الاهداف التي يحاول تأكيدها الارهابيون هي خلق تباعد بين الدولة وشعبنا وايجاد ازمة ثقة بينهما وكذلك اضعاف العملية السياسية والاساءة الى المسار الديمقراطي في العراق.والملفت ان الارهاب يستهدف شعبنا ومفاصل الدولة في العراق على حد سواء ولا يفرق كثيرا بين المواطنين والحكومة.وبعد كل ما حصل ويحصل من عمليات ارهابية اجرامية فان شعبنا وقياداته الدينية والسياسية في العراق الجديد قد فوتوا الفرصة على ما يخطط له الارهابيون والتكفيريون وتجاوزوا كل ما من شانه اثارة الحس الطائفي او الديني بين المكونات العراقية.ويبدو ان الارهابين لم يتراجعوا عن اهدافهم المرسومة رغم هزيمتهم في اكثر من موقع لكنهم يعولون بكل ياس على خلق حالة من الاحباط واليأس والتذمر لدى المواطنين وتبديد حالات الامل والتفاؤل المتجددة في نفوس العراقيين.
وهناك مغالطة تكرست في الواقع العراقي مؤخراً كردود فعل للاستهداف الاخير لوزير العمل والشؤون الاجتماعية محمود الشيخ راضي اكدها مواطنون وكررها سياسيون وهي ان الخلافات بين القوى السياسية انعكست على الشارع العراقي وتمظهرت باعمال ارهابية. او يذهب اخرون الى ابعد من ذلك وهم مولعون بنظرية المؤامرة فيثيرون مغالطات بان ما يحصل من تفجيرات هو رسالة للضغط السياسي لبلورة موقف سياسي حول قضايا مصيرية ما زلنا نختلف عليها.
تأكيد هذه القناعات والمغالطات يعكس بساطة الوعي لدى البعض وتحقيق اجندة وغايات الارهابيين وتكريس قناعاتهم في مرتكزات وعينا وهو اخطر من العمليات الارهابية نفسها لان تلك العمليات تطال اجسادنا بينما غاياتها فتطال وعينا وعقولنا وثقافتنا.
https://telegram.me/buratha
