المقالات

لماذا سياسة الرعب من خروج الامريكان ياعلمانيين من العراق ؟


( بقلم : . كاظم شلتاغ )

كلما بقيت يوما اخرهذه في الحياة تعلمت ماتشيب له رؤوس الاطفال في قصة عراق اليوم ، وكنت اعتقد فيما مضى ان عدو العراق الوحيد هو صدام حسين على الحقيقة وباقي الناس كلهم طيبين ، وماهي الا مرحلة سقوط الطاغية واذا انا بطوفان طائفي من الوحوش التي كانت تنهش بلحم العراقيين خفية يحوطون العراقيين من كل جانب مع صدام وانا آخر من يعلم !.ويبدو ان صدام حسين كان هو غطاء القدر الذي اخفى كل هذه اللحوم المحترقة داخل مطبخ الضغينة والحقد على العراق شعبا ووطنا ، وما ان انتهى بانت العورات :

جزى الله الشدائد كل خير اعلمتني صديقي من عدوي

واليوم بعد كل ماجرى من احتلال وموجة ارهاب غير مسبوقة تاريخيا ومؤامرات وبشر تحرق بالقنابل واناس تسمم وقبور تكتشف واموال تنهب ووووو..... الخ ، قرر العراقيون ان يديروا وطنهم بانفسهم بعيدا عن القوى العسكرية الاممية التي اطاحت بصدام حسين مشكورة ، ولكنها جلبت الارهاب معها مأزورة ، فبدى ماهو اغرب من الخيال وماهو ابشع من طغيان الارهاب !.بدى ان هناك عراقيون كانوا معنا بالامس في الصف الوطني المعارض لصدام ، هم اليوم يحملون نفس العقلية التي بها دمّر صدام حسين العراق واهله !.هل هذا معقول ؟.نعم معقول ونص !.عراقيون لايرغبون بخروج قوى الاحتلال الامريكية المتبقية الوحيدة في العراق بعد انفضاض عرس الاطاحة بصدام من قبل جيوش العالم كله ؟.ولكن لماذا لاترغب شريحة من العراقيين المعارضين سابقا وحاليا لنظام الحكم الجديد في العراق بخروج الاجنبي من بلادهم ليديروا شؤونهم بانفسهم ؟.لالسبب الظلم الطاغوتي في الحكم ، ولالسبب الاستئثار من قبل عائلة تكريتية بالسلطة ، ولابسبب ربما عودة الصداميين للحكم .... ، ولكن بسبب ان هناك توجه شعبي كبير يميل لتأييد الاسلاميين في الحكم ، وعليه فالعلمانيون يشعرون بمأزق وحرج كبير من العراق المسلم الذي يشكل غالبية سكانه من المسلمين !.هل هذا معقول ؟.نعم معقول ونص !.فلماذا يخرج الامريكان من العراق وينتهي الارهاب وتستقر الاوضاع المعيشية للعراقيين (حسب رؤية الكادر العلماني العراقي المعارض للحكم الجديد في العراق ) اذا كان الاسلاميون (( الذي انا لست من انصارهم ولكن استقلال العراق اهم )) سيحكمون البلد العراقي المسلم ؟.وهل عارض العلمانيون العراقيون سلطة البعث الصدامي ليحكم حفنة من الاسلاميين العراقيين الحكم ؟.ولماذا لايحكم الخط العلماني صاحب الرؤية الغربية الداعمة للوجود الامريكي الطويل الامد في العراق ، اذا كان اسلاميوا العراق يشكلون خطرا على الادارة الامريكية وعلى الداعين لامركة العراق ؟. ..... الخ أليس هذا الطرح ماتشيب له الولدان حقا في عراق اليوم ؟.في الماضي كان صدام العوبة بيد الادارة الامريكية توجهها في حروبها انّى شاءت مرّة ضد ايران واخرى ضد جيرانه الى ان فقد النظام كل فائدة لوجوده فاطيح به تخلصا من تبعاته المزعجة ، وتغيرت الاحوال وفهم العراقيون الدرس جيدا انهم ان بقوا على سياسة ماكان عليه النظام في السابق للادارة الامريكية فسيدفعون الثمن من جديد ، فقرروا ان يسحبوا ايديهم شيئا فشيئا وبلا مشاكل من تحت القبضة الامريكية لتبحث لها عن شعب اخر جاهز للمحرقة المدفوعة الثمن لساسة الاجرام والتبعية ، ولكن المفاجئة هو بروز عديد من العراقيين على الساحة مطالبين بلعب دور الشيطان مع امريكا من جديد وضد العراق فقط من اجل الاستحواذ على السلطة والاطاحة بالاسلاميين العراقيين !.اليس هذه كارثة ؟.فلماذا كلنا كان يكره صدام حسين اذن ؟.اليس لانه باع العراق وشعبه لمخططات القوى العالمية التدميرية وعلى راسهم امريكا الذي جعلت من العراق محرقة لتصفية حساباتها مع ثورة ايران الاسلامية في الماضي ومع بترول الخليج ومع أمن اسرائيل .......................... وهلم جرّا ؟.فكيف يطالب اليوم بعض العراقيين بتقمص نفس الدور الصدامي في الماضي والمخاطرة من جديد بالشعب العراقي لبيعه للادارة الامريكية لتعاد عليه الكرّة مرة اخرى ليصبح سلعة مساومة بين اميركا وايران والعالم مرّة عاشرة بعد الالف والمئة ؟.وهل يعتقد هؤلاء المساومون والتي اصواتهم عالية جدا لوجود المحتل بدباباته في العراق ، ان الشعب العراقي سيرحب بسياسة الرعب التي يروجون لها للضغط على العراقيين بقبول قوات الاستعمار الامريكي في العراق الى مالانهاية ؟.وهل اذا قيل ان وجود القوات الامريكية في العراق هو الضمان الوحيد لوجود ديمقراطية او الضمان الاكيد لعدم اعتداءات دول الجوار او اخيرا هو الضمان الوحيد لعدم تفجر الحرب الاهلية ... هل عندما يروج لسياسة الرعب هذه سيستسلم الشعب العراقي للرعب والخوف من جديد ليتنازل عن استقلاله واستقرار امنه من جديد ؟.كلاّ ايها السادة والله انكم لواهمون ان سياسة (( ويخوفونك بالذي دونه )) قد تنجح لارغام العراقيين بقبول الاجنبي الى مالانهاية يتلاعب بمصيرهم كيفما شاء ؟.وانتم مخطئون اذا لم تدركوا حتى هذه اللحظة ان السفينة الامريكية قد غادرت منذ فترة من العراق وماتبقى منها مجرد اشباح في يوم من الايام ستأكل الدابة منسأته ليسقط سلطان الادارة الامريكية في العراق كما سقط ملك سليمان من قبل ، ولايبقى بينكم وبين العراق غير الشعب العراقي يقرر مايشاء ويحكم مايريد !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2008-10-27
لا ياأستاذ شلتاغ ليس كل من لايرغب بخروج الأمريكان الان هو لايحب العراق, انه العكس تماما ياسيدي حيث انه لامجال للمغامرة بمستقبل العراق وأنت تعلم أن قواتنا الأمنية مازالت طفلا يحبو والأعداء كثيرون يتربصون.أنا أحب العراق وجميع العراقيين والحكومة العراقية والبرلمان والأحزاب والمنظمات عدا البعث والقاعدة والمليشيات ولكني لا أقتنع بخروج القوات الأمريكية الان
علي الياسري
2008-10-24
من حق هولاء الحثالات يعارضون 00 لان وجود الاحتلال ورقتهم الوحيدة00 في ابقاءهم على كراسي حكم عراقية ينبغي ان لايجلسوا عليها لولا الاحتلال 000 واطمئن ياسيدي 00 ان شعبك ذكي وملتسق بمبادئه وعقائده 000 وبالامس رجم بعضهم بالنعل اجلكم الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك