المقالات

هل تستخدم امريكا التورية في الاتفاقية ؟


بقلم : سامي جواد كاظم

التورية تتبع نية وسر وسريرة القائل والعامل بها والمستخدمها في كلامه ، ومنها تتفرع عدة مفاهيم تفسر بمعانٍ متضاربة بين القائل والسامع ولا تفسير اخر غير ذلك اما اذا اتفقت النوايا بينهما فالتفسير واحد وهو الصحيح .هذه التورية حاضرة وبقوة اليوم في المعاهدات والتصريحات السياسية ولكن تحت نوايا خبيثة تدير دفة التصريح حسب هوى الاقوى .اعزز راي بهذه الرواية للامام علي الهادي جد الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف نص الرواية :عن علي بن يحيى بن ابي منصوريقول كنت يوماً عند المتوكل، ودخل عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام). فلمّا جلس قال له المتوكل: ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلّب؟قال: ما يقول ولد أبي، يا أمير المؤمنين، في رجلٍ فرض الله طاعة نبيّه على خلقه، وفرض طاعته على نبيّه (صلّى الله عليه وآله)؟.

هنا كان قصد الامام عليه السلام هو أن الله تعالى فرض طاعة النبيّ على الخلق، ثم فرض طاعته - أي طاعة الله سبحانه - على نبيّه، ولم يقصد العباس في الضمير الواقع في آخر لفظة (طاعته).هذه الرواية لا تروق للدجالين بالامس والسياسيين اليوم ، وطالما ان التحريف كان يعمل به على قدم وساق في ذلك العصر فحرفوا جواب الامام وجعلته راويه محمد بن يزيد المبرّد وتحريفه هكذا:قال( اي الامام ): وما يقول ولد أبي، يا أمير المؤمنين، في رجل افترض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على بنيه؟حيث غير اخر كلمة من نبيه الى بنيه .هذه المفاهيم والتحريفات في تغير المعلن حسب ما يريد الاقوى حاضرة اليوم وبشكل قوي في المناقشات حول الاتفاقية الامنية المزمع عقدها بين العراق وامريكا والشاهد على ذلك على سبيل المثال لا الحصر هنالك فقرة في الاتفاقية في المادة الثالثة ـ الفقرة واحد ـ النقطة الثانية هذا نصها ( لايوجد في هذه الاتفاقية اي نص يحد من حق الطرفين في الدفاع عن النفس ) .هذه العبارة منطقية جدا ولكن لو اريد التفسير الابعد المقصود منه التورية المستخدمة من قبل الجانب الامريكي فانه ستتضح حقيقة من خلال تطبيقها على الارض وافتراض شكل الهجوم الذي يمنح لامريكا حق الدفاع عن النفس كيف يكون ومن هو مصدر هذا الهجوم ومن يقرر ان هنالك هجوم يهدف امريكا ؟فلو استخدمت الادارة الامريكية قواتها لضرب حكومة انتخبها الشعب العراقي لا تتفق والسياسة الامريكية فان بند الدفاع عن النفس يكون حاضر للاطاحة بالحكومة .والجدل كثر حول الدور الايراني في هذه الاتفاقية والتي يعتقد ان لها تاثير في الرفض العراقي وحقيقة ان العراق يدرس المطالب الامريكية بدقة خوفا من تشعب التفسيرات لبنود الاتفاقية التي لابد منها حتى لا يكون هنالك اخطاء جسيمة في المستقبل يتحمل عبئها الموقع على الاتفاقية من قبل الجانب العراقي.الجانب الامريكي كثيرا ما يهدد ايران بانها خطر على الامن القومي الامريكي وعلى المنطقة وعلى اسرائيل وعلى حلفائها وهذا يستوجب استخدام القوة اتجاه ايران اذا ما تطلب ذلك بحكم هذه الفقرة اعلاه .تهديدات وزير الدفاع الامريكي في حال تلكؤ عقد الاتفاقية وان العواقب ستكون وخيمة ، ما شكل هذه العواقب الوخيمة ؟ شكل هذه العواقب الوخيمة هو تحريك العصابات الارهابية في العراق العاملة بامرتها والتي خصصت لها رواتب ، القسم منها تحت غطاء الصحوة التي تمارس الادارة الامريكية الضغط على الجانب العراقي لاشراكهم ضمن القوات العراقية لتصبح اجندة جاهزة للعمل ضمن المخططات الامريكية .التورية التي قصدها البلاغيون منهم السكاكي والجرجاني ليس هو الخبث من ورائها بل الابداع البياني والتي تكون بمثابة ( حزورة ) للسامعين الذين لهم معرفة في هذه الصنعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك