( بقلم : شريف الشامي . اذاعة صوت العراق الجديد امريكا)
الانقلاب العسكري ذلك المسطلح المتداول في اغلب دول العالم الثالث التي تسمى الدول الناميه.بحيث انك لم تسمع بهذا المسطلح في الدول المتقدمه او الدول التي تحكم بواسطة الدستور والية الانتخاب الديمقراطي .فعندما تتابع التحاليل السياسيه اوالاخباريه لم تسمع ان انقلاب عسكري او بيان رقم واحد الذي اعتاد عليه الانقلابيون في واقعنا المرير.لم يقع في احدى الدول الا وربيه حتي في ا لاحلام لكن هذ ا لانقلاب قد يكون امر مألوف في الدول الناميه بل انه شئ طبيعي جدا حتى العامه تتداول هذا المفهوم في الجلسات الخاصه لافراد المجتمع بل انه قد يكون احياناًَ جزء من ثقافة المجتمع اليوميه.من هنا ياتي السوال هل فعلا ان هناك انقلاب يحاك له ضد حكومة الما لكي ام انه مجرد اداة ضغط يراد منها تمرير بعض الاجنده الخاصه وبعض المصالح التي تتناغم مع مروجي فكرة الانقلاب سواء كان ما يتعلق منها بالقوه السياسيه او صانع القرار الامريكي.
في الاونه الاخيره تناقلت بعض الصحف الغربيه والامريكيه أنباء تتحدث عن انقلاب عسكري في العراق وقد كتب بعض المفلسون باسهاب عن هذا الموضوع الحساس وكأننا نعيش في افريقيا باعتبارها موطن الانقلابات العسكريه وانه من الامور المسلم بهافي ذلك المجتمع المتطبع بروح الانقلاب . لكن السوال الذي يطرح نفسه على الساحه السياسه لماذا هذه التسريبات الاعلاميه بخصوص الانقلاب في هذا الوقت بالذات بالرغم من النجاحات الامنيه والسياسيه وتحسن علاقات العراق بشكل ملحوظ مع المحيط الدولي والاقليمي والعربي مع مؤشرات تنافس بعض الاطراف العربيه بالوصول للعراق قبل الاخر وحتى العالميه منها من اجل ايجاد موطئ قدم وفرصه استثماريه قبل غيرها وان حالة الجمود والترقب قد أنكسرت وتحطمت امام اصرار العراقيين وتحديهم الواضح والصريح لقوى الارهاب بحيث ان كل المؤشرات تشير عكس التقارير والتحاليل الاخباريه التي تتبنى هكذا مشاريع.اذن فمن هو المستفيد الحقيقي وراء مثل هكذا انباء في مثل هذه المرحله ؟. من هنا فان الانقلاب العسكري ماهو الا وسيلة ضغط يراد من خلاله تمرير بعض الاجند ه الخاصه ولان الدول الناميه موطن الاشاعات تقوم بعض الدوائر بتسريب هكذا اخبار فيتناقلها العامه والخاصه اصحاب الاختصاص وغيرهم وهي في طبيعة الحال جزء من الثقافه المتدواله اليوميه في المجتمعات الناميه .
لذلك ان الحديث عن انقلاب عسكري في العراق يتعارض مع الواقع والمعطيات التي حصلت بعد سقوط نظام صدام ويتعارض مع فكرة مروجي الانقلاب انفسهم لانهم في المحصله النهائيه هم اصحاب فكرة النظام الديقراطي في الشرق الاوسط ثم انه كيف يتم الانقلاب ومن هو الطرف المنفذ هل هي القوات الامريكيه ام الجيش العراقي هل هو انقلاب على قائد القوات في العراق ام انه حاكم عسكري . ان هذه التحاليل كانت مطروحه قبل سقوط الصنم ففكرة الحاكم العسكري كانت من الخيارات لدى الاداره الامريكيه قبل سقوط نظام صدام المقبور.
لكن هذه الامورتغيرت بعد سقوط النظام المقبوربل انها تحطمت امام الاصرار الشعبي والقوه السياسيه العامله على الساحه العراقيه. لذلك فان فكرة الانقلاب هي اداة يراد منها الضغط على الحكومه العراقيه من اجل توقيع الاتفاقيه الامنيه وهي مجرد وسيله لتحقيق بعض المصالح السياسيه قبل الانتخابات الامريكيه خاصه لدى الساسه في الحزب الجمهوري من هنا فان على الحكومه العراقيه استغلال الظرف السياسي الحالي في الولايات المتحده لتحقيق قدر كبير من السياده والاستقلاليه في هذا الظرف المهم والحساس بلنسبة للولايات المتحده . انها فرصه ذهيه يجب فيها اعتماد الذكاء والحنكه السياسيه . لان الاداره الحاليه تريد توقيع الاتفاقيه باي ثمن و لعدة اسباب اولها انتهاء فترة الرئيس وثانيهما الانتخابات التي هي على الابواب. اما اولئك الذين يعيشون على هوس الانقلاب والحالمين في العوده للسلطه فأنها لهم مجرد احلام واحيانا تسمى احلام اليقظه لذلك عليهم ان لايحلموا بهذا الانقلاب المزعوم الذي يروه وسيله للتنفيس عن انفسهم المريضه والمشبعه بطعم الانقلاب . لان وبكل بساطه زمن الانقلابات ذهب وبلا رجعه بحيث على الشعب والساسه العراقيين ان يمحوها من ذاكرتهم حتى لمجرد التفكير بهكذا امر.
اذن علينا ان لا نكون اداة للاشاعه سواء كنا من السياسين او من عامة المجتمع. وان ننمي ثقافة المشاركه في السلطه على اساس ديقراطي وليس على اساس سياسة القائد الاوحد والقائد الضروه ونخرج من اطار التفكير الانطوائي الى افاق العالم بروح الثقه والثبات .ولتنتهي فكرة الدبابه التي تقتحم القصر وتنتهي با صحابها على ظهر ا لحماله . وليعش العراق على اساس ثقافة المشاركه في العمليه السياسيه بعيدا عن فكرة الانقلاب وعسكرة المجتمع وبناء دولة القانون وفق معطيات العصر.
https://telegram.me/buratha
