بقلم : سامي جواد كاظم
اغلب المستبصرين عندما تسالونهم عن سبب الاستبصار سيقولون ان التاريخ الشيعي قابل للنقاش على عكس السلفي والوهابي فانهم يقولون (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) وينتهي النقاش ، وهنا لست بصدد دراسة ابعاد هذه الاية التي تعد عليهم لا لهم ولكن المهم هو الجرأة في الاطلاع على التاريخ وشجب ما هو دخيل ولا يتماشى والقران الكريم .اما ان اقدس وابجل بعض كتب التاريخ المعنية بالحدث والحديث من غير فرز الطالح عن الصالح يعد هذا اما جمود فكري او جحود تاريخي .في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي قدس سره التفاتات وعبارات تقسط كل راوٍ وحديث من غير النظر الى ملته وهو الميزان الاكثر دقة يمكّن لكل دارس او للذي يروم الاطلاع على طبيعة تقييم الامامية لتاريخهم بمختلف مفاصله ان يعطيه صورة جلية خالية من الطائفية ، حيث انه اي السيد الخوئي في بعض فقرات معجمه يظهر اعتراضه على كثير من اراء علمائنا الاوائل ويسند اعتراضه بالادلة التي يراها تثبت ما ذهب اليه ولكن النتيجة النهائية هو الاجلال والتقدير بين العلماء قاطبة الاولين والاخرين .نحن انتقدنا كل ما هو سلبي في الكافي وليس انتقادنا للكليني ، فالكليني اجل من ان يذكر بسوء او يقدح في عِلمه فانه عَلم امامي خدم الاسلام كله في كتابه .
هل اطلعت السلفية والوهابية بدقة على ما كتب في البخاري وابن كثير مثلا ؟ اشك ولا اشك فان شككت اقول فهذا جهلهم ولا اشك اقول خجلهم من ما موجود في كتبهم يتحول الى افتراءات على الشيعة ، والمؤلم اذا احتدم النقاش فان كثير من السلبيات التي تحويها كتب العامة تجعلنا وبمرارة نذكرها لسد افواههم .لو ذكر حديث غير صحيح في البخاري وعدم صحته لانه لا يتفق والقران والسنة فالنقاش حول الحديث مرفوض لان البخاري كتبه ، هذا الامر جعل السلفية والوهابية اذا ما اطلعوا على هكذا اخبار او اذا ذكّرهم احد ما بها فانهم ينزلون غضبهم بصورة افتراءات على الشيعة ،وهنا اذكر لكم روايتين الاولى من البخاري والثانية من تاريخ ابن كثير حتى تتضح للقارئ السلفي قبل الشيعي هشاشة افكار مؤرخيهم في الحدث والحديث .
الرواية الاولى عن قردة زنت فاقيم الحد عليهافي فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج 7 ص 160 ح 3636 ط دار المعرفة تحقيق محمد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب (... رأيت في الجاهلية قردة بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود وقوله اجتمع عليها قردة بفتح الراء جمع قرد وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا وتبعته فوقع عليها وأنا انظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيح ويوميء إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد اعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم بني آدم قال بن التين لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم.
الرواية الثانية عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه (ص) خيبراً أصاب من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل . قال : فكلم النبي (ص) الحمار ، فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي (ص) : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك ، قال تشتهي الإناث قال : لا . فكان النبي (ص) يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله (ص) فلما قبض النبي (ص) جاء إلى بئر كان لأبي التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعاً منه على الرسول (ص) .راجع : تاريخ ابن كثير 6 : 150 . وكذلك : أسد الغابة ج 4 ص 707 . وكذلك : لسان الميزان ، باب من اسمه محمد ، محمد بن مزيد .وكذلك : السيرة الحلبية ، غزوة خيبر....في هكذا روايات هل يمكن للعقل مناقشة السند والمتن وترك الكاتب ؟ هذه الاخبار التي تصبح مادة دسمة لكل من يتربص بالاسلام النائبة فتعد مادة دسمة قدمها لهم السلفيون والوهابيون على طبق من ذهب .
https://telegram.me/buratha
