من الصعب ان لا يجد الكاتب مايكتبه والاصعب فقدانه الرغبة في القراءة والمتابعة والسبب ربما التكرار القاتل للكثير من السلبيات التي امضينا خمس سنوات في الاشارة اليها دونما حل شامل لها فالكتابة في مسالة نقص الخدمات ومحسوبية الشخصيات وتواتر الازمات وهبل واللات والسحالي والحيات والضمير الذي مات والفرق والجبهات والسبل والحيثيات ، صار جزءا روتينيا لاغلب ما نقرأ مما جعل قلمي يخلد في سبات طالت مدته حتى استفاق على ما قد يغير وجه العالم باسره تلك هي الازمة الاقتصادية .
منذ اسابيع خلت والساعات الاخبارية لاتنفك عن الحديث وحول الازمة الاقتصادية في امريكا خلناها ازمة كباقي الازمات سترتب لها امريكا حلا وتستمر في ابحارها في ظلم العالم الا ان الموجه هذه والتي اطلق البعض عليها لقب تسونامي كانت الاعنف فلم تتمكن امريكا من تجاوزها قبل ان تستشري الى باقي الدول التابعة لها اقتصاديا كالخليج العربي الذي استفاقت فيه كل من الكويت والامارات والسعودية و... على كارثة كبيرة مليارت من النقود تبخرت في اسابيع ومحللو الاقتصاد في حيرة من امرهم ، وسرعان ما اعلنت مصر نداء استغاثة اما الدول الاوربية تحاول لملمة الامر في تمتمة هادئة ومن الجدير بالذكر ان اي ضخ لاي مبلغ لا يستطيع التغطية الكافية وان استطاع فانه سيستغرق وقتا طويلا وليمر العالم فترة كساد كبيرة وازمة اقتصادية هي الاعنف .
ولست بمحللة اقتصادية لاجد الحلول او اتعمق في ادراك المشكلة غير ان مرادي ان اعبر عن فرحتي الباكية بالعرب وما وصلوا اليه تسبقها فرحة اكبر لان هناك ما يَسهّر الجفون الامريكية التي عاثت في الارض الفساد وتحاول الاعتداء على اغلب الدول وتمد يدها الدموية اما لتصافح وتكون صديقة او تخنق وتكون قاتلة وهي في كلتا الحالتين ضارة نجسة . الله اكبر من كل شي ومن امريكا التي شاءت اردته ان لا يتمكن منها البشر وانما اقتضت مشيئته ان تنال منها الطبيعة والازمات وان كانت تلك الازمات تؤثر على كثير من دول العالم سلبا وهذا ما لا نامله من ضر غير ان امريكا تستحق ان يشمت بها القاص والدان ممن نالهم شرها وطغيانها كذا العرب الذين سلموا رقابهم لها بشكل كامل واخص بالذكر الخليج العربي .
ان من يتابع الاخبار الاقتصادية وما كشفت عنها من تعاملات لشيوخ عرب استثمروا ملياراتهم والتي جلبوها من قلب الصحراء في الدول الغربية وخاصة امريكا حتى يضمنوا الامان في حالة الغدر بهم فهم لا يستثمروها في بلدناهم وانما تركوا الاستثمار للاجانب في الداخل واستثمروا هم في الخارج ويالها من مفارقة عجيبة !! فان كانت امريكا قد تلقت صفعة اقتصادية فالخليج العربي وخاصة دولة الامارات وقطر والكويت قد تلقوا صفعتان الاولى حجم الخسائر لاستثماراتهم في الخارج حيث وصل سعر السهم الواحد الى نصف قيمته في واشنطن والثانية استثماراتهم الداخلية هي بيد الاجانب خاصة الامريكان والبريطانييين مما جعل الازمة الاقتصادية تزحف اليهم مبكرا حيث ان هؤلاء الدخلاء قد سحبوا اموالهم من البنوك مما سبب الخلل الكبير في منظومة العقارات والتي تعتمد عليها تلك الدول ، ان فضيحة العرب لا تستحق ان يؤسف عليها وكيف نأسف على من يقامر بمليارات وينادي بالعروبة والعروبة جاعئة لماذا تتبخر تلك النقود ولم تستثمر لخدمة الدول الفقيرة كالصومال والسودان على الاقل بأسم العروبة التي يقاتلون من اجلها ومن اجل اسلام لا يحملون الا اسمه .
يبكي امام الجماعة في المسجد النبوي في ليالي رمضان بحرقة مع المصلين على الجائعين وعلى فلسطين ولا يسال نفسه عن المليارات التي تصرفها السعودية على قنواتها الفاضحة لا يكشف سترهم ولاينال من عدو الله ولا يفضح امرهم فالقنوات والاستثمارات والبذخ لا يسأل عنها ويبكي !!!!! اه اه من نفاق الاعراب اه اه من غباء من يصدقهم اعلام لدول ترفرف على جزر امارتية اشتراها اجانب كالباكستانيين والصينيين و.... ويتباكون على جزر ثلاث تشكل مشكلة مع ايران لتكون مسمار جحا ان دقت طبول الحرب على جارتهم المسلمة تلبية لاعداء الله فيالها من ازدواجية.
شجون كثيرة في هذا المجال لا تسعها سطوري ولكني لا اريد ان انهي كلماتي شامتة متأسفة بذات الوقت على هدر الملايين فقط ولكن اريد ان يعتبر بلدي من الامر صحيح هو الان مفلس والمفلس في القافلة امين ولم يناله الضرر كغيره في مجال الاسهم والاستثمار ما خلا التاثر باسواق النفط فهو لا يزال يدور في حيرة الكهرباء والماء والحصول على العدس !!! لكنه على ابواب الاستثمار ولابد من الحذر الكبير ، نعم نحن مع الاستثمار والنهوض بالعمران ومع خبرات اجنبية لضمان السرعة والجودة ولكن لابد ان تنتبه الحكومة من ان يكون لها يد في كل المشاريع وان يكون الاستثمار مؤقتا كأن يستمر لعقد من الزمن او اقل بعدها يكون الامر بيد العراقيين وان لا ياخذهم زهو الاعمار الى حيث فقدان السيطرة فمطاعم المكدونالد والمولات والابراج هي ما لا نحتاج بقدر ان نوفر للناس السكن والخدمات بالاضافة الى بناء صناعة رصينة .
ان مسالة انخفاض الميزانية لعام 2009 سيؤثر طبعا على مجال الاعمار وغيره غير انه لن يوقف خطة البناء والاستثمار فالحذر كل الحذر من انفرادهم بالاستثمار بدون سقف زمني كما ان الاستثمار في الخارج هو ضد مصلحة البلد وها هي الاردن تعلن ان اكبر استثمار في بلدها هو للعراقيين بواقع 18,75 مليون دينار اردني وهو ما يعلو الاستثمار الاماراتي في الاردن !!!! والبركة بلصوص البعث الذي سرقوا اموال العراق وهربوا ناهيك عن التجار الذين يأسوا من الامن والخدمات وتوجهوا للاستثمار في الخارج وهو ما لايلامون عليه لكن الحكومة مطالبة بتخفيف حالات هجرة الاستثمار كي لا نصبح نسخة عن دول الخليج.
لقد قتلونا في حروب ابنهم البار صدام وهجرونا وابعدونا وفجروا منا من فجروا فقط ليخلوا لهم وجه العراق وليقل عدد الرجال حتى نصبح كالخليج عدد قليل ليسيطروا علينا وليس لنا الا امتلاك الفلل ولبس العقال والتجول في المحلات التجارية والحيرة في امر اختيار انواع الموبايلات فانا لله وانا اليه راجعون في هكذا بلاء محدق بامة محمد صلى الله عليه واله فالغني منهم غافل والمدرك منهم جائع والمغرر به مدمر والعالم منهم صامت والجاهل منهم حاكم .
نسال الله الفرج على يد وليه عليه السلام وان يهدينا الى سواء السبيل ويبعد عنا الظلم والظلام وان يصفي قلوبنا لمحبته وخلقه انه سميع مجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha