( بقلم : عمر عبد الستار )
تباينت مواقف القوى السياسية حول الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد التي من المتوقع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة الامريكية قبل نهاية هذا العام. حيث خرج بالامس الاف العراقيين في مدينة بغداد من اتباع مقتدى الصدر في تظاهرة (تظاهرة حق يراد بها باطل) فكل العراقيين يريدون اخراج المحتل من العراق ولا اعتقد ان احداً من العراقيين يريد بقاء القوات الاجنبية في العراق .واما بالنسبة الى الاتفاقية الامنية فينقسم السياسيون في العراق الى ثلاث اقسام.
القسم الاول :يتركها الى الشعب العراقي وتصويت البرلمان (وهذا هو الرئي الارجح والاصوب) ويقبلها بالشروط التي هو يملها على الجانب الامريكي.
القسم الثاني: يرفضها حتى لو كانت بها مصلحة الشعب العراقي مثل اخراجه من البند السابع لميثاق الامم المتحدة.
والقسم الثالث : يتخوف من هذه الاتفاقية حيث يعتقد هذا القسم ان انسحاب القوات الامريكية سوف يحدث فراغاً قد تملؤه القوى الحليفة الى ايران طبعاً هذا القسم هم من التيارات السياسية السنية ومن ضمنها تيار الحوار الوطني الذي يتزعمه صالح المطلك
ومن أبرز الرافضين للاتفاقية وبشكل مطلق هم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ويظهر ذلك من خلال التصريحات التي يطلقها ساسة هذا التيار واخرها التظاهرة التي خرجت بتاريخ 18-10-2008 قرب الساحة المستنصرية .
التظاهرة لم تكن بحجم الاعلام الذي قال انها مليونية وادعى حازم الاعرجي ان المتظاهرين اكثر من اربع ملايين والذي حضر التظاهرة ورأها من على شاشات التلفاز يقدر ان هذا الكلام غير صحيح لان العجلات التي نقلت المتظاهرين كانت تقدر بـ(88) حافلة نقل ركاب (40) راكب ومايقارب(65) باص نوع(كيا) والتي تقل (11) راكبفمن اين اصبح عدد المتظاهرين اربع ملايين ولو خرجت مدينة الصدر عن بكرة ابيها لم يكتمل هذا العدد علماً ان بعض اتباع التيار الصدري لم يذهبوا للمشاركة خشية ان يكون هناك عمل مسلح ضد الحكومة. وحتى لو فرضاً ان هذا العدد صحيح فان الشعب العراقي (28) مليون نسمة فهذا الرقم لا يعني ان الشعب العراقي جميعه يرفض اصل الاتفاقية.
اضف الى ذلك الشعارات التي كان يرددها المتظاهرين فانها لم تكن ضد امريكا فقط ونما كانت ضد قوى سياسية فعالة ولها دور كبير في تعديل بنود الاتفاقية ومازالت ترفضها الى الان اذا لم يتم تعديلها بالشكل الذي يخدم مصلحة الشعب العراقي. ونعتقد ان التيار الصدري يريد تحسين صورته السيئة التي رسمها خلال الاشهر الماضية والتي اخذ اتباعه بالعزوب عنه بسببها وبما ان انتخابات مجالس المحافظات قريبة فان مثل هذه التظاهرات تنفع لكسب اصوات بعض الذين لديهم جهل سياسي. ولو اطلعنا على الذين يرفضون الاتفاقية الامنية واغلبهم من الذين لم ينتفعوا من احداث 2003لا بل من المتضرري من منها وهم:
هيئة علماء المسلمين(التي رفضها اهل السنة والجماعة قبل غيرهم ).
التيار الصدري(الذي يصطاد في الماء العكر ويختلق الازمات ليطيل من بقاء القوات الاجنبية وليس رحيلها).
الشيخ جوادالخالصي( جهة غير معروفة يحاول اظهار نفسه سياسياً من خلال هذه الازمات ودائما ما تجده يقف صفاً واحداً مع التيار الصدري).
الممثل الحقيقي لنا في المشهد السياسي هو (ديوان الوقف السني) والذي اكد قبوله الاتفاقية شرط أن تحفظ كرامة العراق وسيادته. اما الجبهة العراقية للحوار الوطني التي ابدت مخاوفها من الاتفاقية على لسان صالح المطلك فان هذه المخاوف لاتستند الى أي دليل وبديل انه يقول سوف تستغلها القوة التابعة الى ايران حسب ادعائه .وهذه القوى التي يتهمها بانها تابعة الى ايران هي قوى وطنية عراقية وقفت بوجه كل من يريد ان يضر العراق سواءً ايران او غيرها من الدول.
وبعد ان اطلعنا على القوة الرافضة الى الاتفاقية والقوى التي تتخوف منها بدى واضح من هي القوى التي تريد الاتفاقية بشروط وان تعرض على الشعب العراقي ليبدي برأيه فيها وهم الكرد والائتلاف العراقي الموحد.اما القوى التي لم يتبين موقفها من الاتفاقية الى الان هي (الحزب الاسلامي العراقي وجبهة التوافق)وما زالت الاتفاقية في طور الدراسة والتحليل بالنسبة للقوى الوطنية والسياسية العراقية، ولايوجد هناك أي توجه باتجاه الرفض أو القبول في انتظار انتهاء المناقشات بين جميع القوى العراقية للخروج بقرار يخدم مصلحةالعراق بالدرجة الاولى.
https://telegram.me/buratha