بقلم : نوال السعيد
وصلتني رسالة من صديقة لي تقيم في المانيا، وتعمل في مؤسسة تعنى بموضوعة تنمية القدرات والكفاءات البشرية تقول لي فيها "لم ارى عمار الحكيبم مباشرة وعن قرب، ولم اسمع عنه الا القليل وبصورة عابرة، لكني تابعت عبر بعض وسائل الاعلام زيارات سابقة له الى مصر وسوريا والكويت، وتابعت مؤخرا جولته في عدد من الدول الاوربية كبلغاريا وتشيك والبرتغال، ووجدت في اداءه وطرحه نموذجا لرجل السياسة الذي يعبر عن روح العصر، وما يميز ذلك عن غيره من السياسيين العراقيين انه في مرحلة الشباب وانه يرتدي العمامة... انني اتفاءل واستبشر خيرا، بأن في العراق اناس متنورين، وخصوصا من رجال الدين، لان تصورات ووجهات نظر كثير من الناس لاسيما هنا في الغرب عن رجال الدين بأنهم منغلقين ومتزمتين ولايتعاملون الا بنظرة فوقية استعلائية مع الاخرين".
قرأت رسالة صديقتي المطولة اكثر من مرة، علما انني نقلت مقطعا واحدا منها، وراجعت في ذهني الكثير من الرؤى والاطروحات والمواقف السياسية التي غالبا ما عبر عنها السيد عمار الحكيم في احاديث له، ورأيت ان كلام صديقتي يعكس فهما دقيقا لصورة الرجل، وقدر من الموضوعية التي نحن بأمس الحاجة اليها في تقييمنا للاشخاص والمواقف.
وجولة السيد عمار في عدد من الدول الاوربية تعكس في الحقيقة في الكثير من جوانبها صورة العراق الجديد الذي يسعى الى الانفتاح على كل الاطراف على اسس وثوابت وطنية تتمحور حول المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، والبحث عن الملتقيات، سواء مع العرب او الايرانيين او الاتراك او الاوربيين او الاميركان او أي طرف كان بما لايتقاطع مع دستور البلاد، ولايتناقض مع المواقف الوطنية والاسلامية من القضايا العامة.
نحتاج الى ان نوضح صورة بلدنا الجديدة للعالم كله بطريقة شفافة ودبلوماسية وهادئة، والى ان ندعوهم الى ان يقتربوا منا ليشاهدوا الواقع على الارض، وليشاركونا في طوي صفحات الظلم والاستبداد والتسلط،وبناء مجتمع قائم على اسمى وارقى المفاهيم الانسانية والحضارية.
حينما زار عمار الحكيم المسجد وزار الكنسية وزار الجامعة وزار البرلمان في بلغاريا والتشيك والبرتغال، وتحدث للجميع فأنه اراد ان يقول هذا هو العراق الحقيقي وليس العراق في عهد صدام، وليس العراق تحت سطوة القتلة والاجراميين اعداء الانسانية واعداء الحضارة.انها ابلغ رسالة واجمل صورة.
https://telegram.me/buratha
