( بقلم : د.شاكر التميمي )
ان الحرب النفسية اسلوب من الاساليب الدنيئة وهي سلاح المهزومين الذكي لانها نوع اخر من انواع الارهاب وهو ما تقوم به قنوات الاعلام الامريكية وتروج له فقد جعلت من الكلور مادة لارهاب الناس من اجل حرب امريكا لايران على الاراضي العراقية ،
ما يهمني من الموضوع اني شاهدت قبل اكثر من اسبوعين تقرير على قناة الحرة عراق الامريكية خرج فيها عضو مأجور في مجلس محافظة كربلاء يلهث خلف الظهور على الفضائيات والكذب على اخوانه العراقيين فقد ظهر هذا الكاذب ليدعي ان الكلور الايراني الفاسد وراء مرض الكوليرا المتفشي في العراق مما دفعني هذا للذهاب الى السوق خوفا على عائلتي لشراء الكلور وبسعر باهض لان الكلور لايباع كما تباع البهارات مما كلفني نصف راتبي الشهر ورحت اشتم ايران لانها ترسل لنا الكلور الفاسد
لكن صديقا لي اوقفني وقال لي ماذا تقول (الكلور فاسد؟ ) وهو يضحك من مقالتي فقلت له الحرة تقول هكذا فضحك كثيرا وقال انه تسويق اعلامي القصد منه تسيس المسألة فالكلور اشبه بالملح فهو لايفسد فقررت ان اتحرى من الامر فذهبت الى الكثير من المختبرات العراقية وسألتهم عن مدى صحة فساد الكلور وكان الجميع يضحك من انفاقي الاموال على شراء الكلور قائلين بان الكلور نستعمله في غسل الملابس البيض ونسميه بالـ (قاصر) وهل شاهدت يوما مادة القاصر تالفة او فاسدة حينها بدل ان يضحك الناس مني ضحكت من نفسي وقارنت بينها وبين الطرشي وقلت لنفسي لو تركت الطرشي الف سنة دون ان احفضها في البراد او الثلاجة فهل يفسد الطرشي ؟ بالطبع فالطرشي يصير اجود كلما عتق وكذلك الكلور ولكن امريكا تحاول ان تجعل من مادة الكلور مادة لحربها النفسية على ايران
ولكن في الحقيقة ان امريكا توجه حربها وباسلوب رذيل نحو صناعة مزاج حاقد على ايران ، وهي تدفع برلمانيين بعثيين لمحاصرة المواد الايرانية التي تدخل العراق باثمان تتناسب ومستوى المعيشة العراقية فعامل البناء الفقير وعائلة الموظف الكبيرة التي لايكاد راتبه يسد متطلباتها يشتري عبوة الببسي التي لم يراها العراقيون طيلة ايام حكم صدام بالف دينار وهنا تحضرني قصة رائعة فقد سافر جاري الى الاردن للعمل ايام حكم صدام وعندما عاد الى العراق جائهم ( بصوغة ) اعتبروها ثمينة وراحوا يتباهون بها اشهر ، كانت تلك الهدية صندوق ببسي (ابو القوطية ) اشتراه بـ 12 دينار اردني اي بما يساوي الفين دينار عراقي وكان راتب الموظف العراقي ( طبيقة بيض واحدة ) واليوم المنتجات الايرانية تباع بارخص الاثمان فهل يحاول الامريكان والبعثيون قتل العراقيين ومنعهم من البضائع الرخيصة سواء اكانت ايرانية او سعودية او سورية وهل يعرف العراقيون ان محاصرة البضائع الايرانية معناه محاصرة العراقيين وارتفاع السوق وغلاء اسعار السلع فقد كادت حكومة كردستان تقبيل يد الايرانين عندما اغلقت ايران قبل اشهر حدودها ومنعت بضائعها من الدخول الى الاقليم .
بالطبع يعي الامريكان ما معنى المحاصرة فيما قد لايعي العراقيون معنى منع البضائع الايرانية ولذلك على العراقيين ان يتنبهوا الى هذه اللعبة فقد فتح امريكا مكتب تجاريا في ايران فيما يحاول بعض العراقيين ان يحاصروا انفسهم وبدأت اعرف اليوم مدى الغباء او العمالة التي يغط فيها صالح المطلك والالوسي الذين يحاولون محاربة واستثارة دولة في الاشهر القادمة ستكون دولة نووية رغم الحصار العالمي الذي تعيشه .
https://telegram.me/buratha