المقالات

لوعة الخدمات


( بقلم : حسن الهاشمي )

تعلمت من الحياة ثلاثة أمور لعلها باتت ضرورية لمن يريد خوض عباب البحر في لججه الغامرة، تعلمت في أنه لا تحقيق للطموحات دون معاناة، وتعلمت أن الحظ في الحياة هو نقطة الالتقاء بين التحضير الجيد والفرص التي تمر، وتعلمت أنه لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة.

معظم المشاريع العمرانية المقامة في محافظات العراق ما هي سوى وهم بددته الحقيقة وحلم أيقظه الواقع، والشركات المحلية القائمة عليها ليس لديهم الجرأة على مواجهة الفشل، وأنهم لم يلتفتوا إلى حقيقة مفادها أن الذين يقهرون الصعاب هم الذين ينجحون، ولم يقفوا على أن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، وليعلم الجميع إنما الفشل هو أن لا نجرب، وهو أن لا ينتهي المرء عندما يخسر، إنما عندما ينسحب، والذي يكسب في النهاية من لديه القدرة على التحمل والصبر.

وبينما أنا أتصفح أخبار الأنترنيت استوقفني تصريح لأحد المسؤولين في كربلاء المقدسة إن أكثر من 450 مشروعا قد تمت المباشرة فيه في عموم المحافظة مبينا إن أعمال البنى التحتية لم تنجز بشكلها النهائي وهذا ما يؤثر على الخطط الموضوعة في تعبيد الطرق ورصف الأرصفة وإنشاء الحدائق والمتنزهات.  وأضاف أن البلدية تعاني من أسباب كثيرة تحول دون انجاز مشاريعها منها تلكؤ في انجاز المشاريع لقصور حجم الملاكات العاملة في الدوائر ونوعيتها من ناحية افتقارها للخبرات الفنية المتخصصة وقلة المختبرات الإنشائية مبينا أن المحافظة لا يوجد فيها سوى مختبر واحد مطابق للمواصفات المطلوبة.

إلقاء اللوم على الآخرين ورمي الكرة في ساحة الغير ولي الأذرع للتملص من تبعات المشهد المقذع لمحافظات العراق ولاسيما المقدسة منها وعدم الاهتمام بالأولويات التي تمس حاجات المواطن، هذه السياسات قد سئم منها المواطن مثلما سئم من الشعارات الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع... أضحى المواطن بين المخصصات الضخمة للمحافظات وتردي حال الخدمات يطرق ويفكر بمرارة، تتسلل الأحلام من جنباته الملتاعة كالسراب، يجد نفسه تائها ما بين اليقظة والشرود، يحدث نفسه في لوم، تلسعه سياط الحقيقة بحرقة وألم وتلوع ولا من منقذ! لعل الجواب يأتيه من متاهات الميول الحزبية والطائفية وحتى الجغرافية التي سحقت المواطن المسكين تحت حوافرها سحقا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك