المقالات

أوديرنو والمعلومات المضللة


( بقلم : كريم النوري )

صرح قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق الجنرال ريموند اوديرنو بتلقي عدد من البرلمانيين العراقيين رشاوى من قبل ايران لعرقلة الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة.لكنه استدرك قائلاً إنه لا يمتلك برهاناً أو دليلاً جازماً على أن إيران قدمت رشاوى لأعضاء في مجلس النواب. بداية لا ندري بالضبط صحة الترجمة الحرفية والمضمونية لهذا التصريح ولكن لم يرد نفياً من الجنرال أوديرنو فيثبت ان هذا التصريح قد صدر منه.هذا التصريح يضع الجنرال أوديرنو امام تساؤلات كثيرة نشير الى بعضها:1- المعلومات من جنرال كبير يدير اكبر قوات دولية في العراق ينبغي ان تكون في غاية الدقة والدراية والاعتماد على معلومات وتقارير غير دقيقة يشوش على الاتفاقية المرتقبة بين بغداد وواشنطن من جهة ويمنح خصومنا فرصاً للطعن بنزاهة ومصداقية ممثلي الشعب من اعضاء مجلس النواب.2- هذه التصريحات تفرز خنادق استباقية لتخوين كل من يعارض الاتفاقية او يتحفظ عليها وهو ما لا يليق بالجنرال أوديرنو بل تعودنا عليه من تصريحات واتهامات الارهابيين والتكفيريين والمتطرفين.3- هذه التصريحات تعد تدخلاً سافراً في الشؤون العراقية وهي خلاف متبنيات الاتفاقية المرتقبة بين طرفين مستقلين لا ينبغي لاحدهما التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الاخر.4- تفترض هذه التصريحات ان كل من يعارض هذه الاتفاقية فهو قد استلم رشاوى من ايران ومن وافق عليها فهي لم يستلم هذه الرشاوى بينما الواقع خلاف ذلك تماماً فان الرفض والتحفظ كان مبكراً وقبل ان يطلع الجانب الايراني على هذه الاتفاقية.5- والخطر الاكبر هو ان الجنرال أوديرنو حشر جميع خصومه الرافضين لهذه الاتفافية في الخندق الايراني واثبت معادلة مهزوزة وهزيلة وهي اما ان تكون امريكياً او ايرانياً وهذه مغالطة المغالطات فليس بالضرورة ان يكون النائب العراقي محسوباً على ايران او اميركا فقد يكون ليس امريكيا ولا ايرانيا بل عراقياً.6- لا يليق بجنرال امريكي كبير يقود اكبر قوات في العراق ان يكون بهذا المستوى من الوعي والفهم وهو يتعامل يومياً بعشرات او مئات المعلومات الامنية حول الوضع العراقي فكيف يعتمد على معلومات مضللة ومشوشة وهي بهذا الموقع الخطير.7- اذا كان الجنرال أوديرنو حريصاً تماماً على اتمام الاتفاقية فكان ينبغي عليه ان يبتعد عن هذه الاتهامات الجارحة بنواب يمثلون الشعب العراقي وهو ما سوف يكرس التشكيك الجماهير بنوابهم وهو ما لا يصب في مصلحة العملية السياسية في العراق والتي تحظى باهتمام واحترام الولايات المتحدة الامريكية نفسها.8- هذه الاتهامات تصب في مصلحة ايران وسوف تحرج اصدقاء امريكا امام شعوبهم والدول العربية التي تتحفظ على هذه الاتفاقية بل ستفضح المزايدين الذين يشوشون على الاتفاقية نهاراً ويجتمعون مع الامريكان ليلاً ويتحفظون امام الفضائيات ويوافقون داخل السفارات.نأمل ان يبادر الجنرال أوديرنو الى الاعتذار الفوري للشعب العراقي ونوابه ولجميع الرافضين او المتحفظين على هذه الاتفاقية كما ان يكون دقيقاً في اعتماد مصادره معلوماته وهو في موقع خطير ومثير يؤهله لكي يحقق ويدقق في كل معلومة تصله وان يعيد النظر في مصادر وقنوات معلوماته لكي لايقع في الاخطاء القاتلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوبرير
2008-10-16
وما تصريح هذا القائد الامريكي الا دليلا على مدى رغبة امريكا في ابتزاز العراقيين وضرب كل من يقف في طريقها للبفاء في العراق اطول فترة ممكنة! بالامس كان نيغروبونتي وقبله قائد كبير تحدث عن فرق الموت واخر تحدث عن الامن الهش والسلسلة متواصلة والهدف واضح جلي يقولها الامريكي : وقعوا الاتفاقية الامنية كما نريد!! وهيهات لهم ذلك!! المصيبة انهم سكنوا ديار الاعراب وشاهدوا بالعين المجردة صفات حب الكرسي عندهم!! ويخكم انكم في ارض العراق ارض الائمة والرسالات! لا لن نوقع ما تريدون بل ما يريده شعبنا الواعي!!
ابو احمد العراقي
2008-10-16
قبل مده ظهر تعليق بنفس المعنى للنائب ظافرالعاني الانكلوصدامريكي على قناة الحره مشابه لتصريحات اوديرنو و لا ادري من سبق الاخر ولكن اقول الطيور على اشكالها تقع و لعنة الله على الظالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك