بقلم : سامي جواد كاظم
لا اقصد مؤتمرات التقارب وحوار الاديان وندوات الوحدة التي تعقدها السعودية هي التي تؤدي الى الوحدة الاسلامية ، بل النظر يجول ويصول الى ابعد من ذلك وبرفقته العقل الذي يفكر بالحال مع الاتعاظ من التاريخ الاسلامي . مما لا شك فيه الكل يتمنى الوحدة والكل ينادي بالوحدة ولكن الذي يشك فيه هو صدق النوايا اولا وصحة الخطوات المتبعة لذلك ثانيا وانا ارى الشرطين غير متوفرين والدليل ما يبدر من رؤوساء بعض الملل باتجاه بعضهم الاخر .
وعودة للتاريخ الاسلامي المحمدي الذي خطه رسول الله (ص) باقواله وافعاله وننظر الى حادثة المواخاة التي آخى فيها رسول الله بين المسلمين من غير عقد مؤتمرات او ندوات واتخاذ قرارات بل جاء العمل وبشكل فوري واثمر عن نتائج ايجابية ، اضف الى ذلك مؤاخاة الاوس والخزرج وغيرها من الاحداث التاريخية التي تركت علامات ساطعة النور في تاريخنا. هذا علي عليه السلام الذي يقر له الوهابية والسلفية انه بايع الخليفتين من اجل الوحدة فماذا فعلوا الصحابة معه عندما الت اليه الخلافة ومن هم الذي شقوا الوحدة الاسلامية الى انصاف وارباع واشتات ؟!! واليوم كم سمعنا عن ندوات ومؤتمرات تبحث التقارب بين الملل ولم نرى الى اليوم فعل صحيح على ارض الواقع فالوحدة التي يراد لها ان تتحقق لايمكن لها ذلك بالقرارات والنداءات بل بالعمل والالتزامات ومن غير استئذان فعندها يمكن للوحدة ان يكون لها حضور .ولو تتبعنا اصلا اسباب الخلاف والتفرقة فاننا نجدها تبدأ بفتوى او تهجم من احد الملل على الاخرى وهذا الامر واضح وجلي في السعودية .
فلو قلت كلمة التكفير فان الذي يتبادر الى الذهن هو الوهابية وهذ الكلمة لوحدها تعتبر الاساس في تفريق الاسلام ونسف الوحدة الاسلامية والتي وجدت لها حيز واسع وصدى شاسع في السعودية .التكفير كان من نصيب جمال عبدالناصر حسب الفتاوى السعودية لأنه يدعو الى القومية العربية. فجيء بالحلف الإسلامي لمواجهة الرئيس المصري ولحماية السعودية ونفوذها، هنا السعودية تتهجم على عبد الناصر لانه استخدم مفردة القومية وتعود السعودية لتستخدم سلاح عبد الناصر ضد الفرس ( المجوس ) لتواجه فيه ايران اليوم في حين لم تكن بحاجة الى هذه المصطلحات ضد الشاه المقبور لانه حليف الغرب وضد عبد الناصر. وهي اللغة التي تستخدمها اليوم ضد حزب الله الذي لا صدام له قط مع السعودية ولكن خطاب ابن جبرين وغيره المتهجم عليهم هو خير دليل على ضرب الوحدة الاسلامية عرض الحائط .
وبالامس قضية القرضاوي التافه والتي هيجها هو وطبل لها بعض حرافيشه مع رفضها من قبل عقلاء السنة قبل الشيعة ولو طالب احد بالتهدئة وعدم التنابذ فهل لنا ان نسال من الذي ابتدأها ؟فتهدئتها تبدأ من الذي ابتدأها . ولو تابعتم الصحف السعودية وكيفية تعاملها مع هذه القضية يتضح لكل منصف مساعي السعودية لنسف الوحدة الاسلامية . السعودية الى اليوم لا تود علاقات طيبة مع الحكومة العراقية لماذا وما السبب وما هو التقصير من الحكومة العراقية اتجاه المصالح السعودية ؟ لاشيء يذكر بل لانها حكومة غالبيتها من طائفة لا تود التعامل معها باسم ( الوحدة الاسلامية )، اغلب دول العالم اسقطت ديونها ومستحقاتها بل وتبرعت للعراق ، والسعودية العربية الاسلامية ترفض ذلك !!
هل سمعتم قصص حجاج بيت الله الحرام الذين ادوا مراسم الحج في السعودية وكيفية تعامل رجال الهيئة بل والمسؤولين السعوديين معهم والتي من المفروض ان تكون مراسم الحج افضل صورة تعبر عن الوحدة الاسلامية . فلو اريد للوحدة الاسلامية ان تتحق فما على السعودية الا :اولا تغير خطابها جذريا مع صدق النوايا وتبدأ بالعمل لا باتخاذ القرارات ، واذا ارادت ان تتخذ قرارات فما عليها الا اتخاذ قرارات رادعة بحق كل من يحرض من مشايخها على الفتنة والطائفية .
وثانيا سحب ذيولها واخطبوطها المنتشرين في اصقاع البلاد الاسلامية والتي لها حضور في كل فتنة تظهر في تلك البلاد ( الشيشان وافغانستان ونهر البارد في لبنان والعراق والمغرب والجزائر وووو) .
ثالث تغير لهجتها الاعلامية اتجاه بقية الملل بل والحث على الوحدة الاسلامية .
https://telegram.me/buratha