( بقلم : كاظم شلتاغ )
في عام 1952م عندما كان العراق تحت الحكم الملكي لم يزل يذكر ان الحركة الصهيونية كانت في اوجها لاستقطاب يهود العالم الى ارض فلسطين المحتلة لسد النقص الديمغرافي ليهود فلسطين امام الشعب العربي في هذا البلد ، وبالفعل كانت حركة الصهاينة نشطة جدا في رسم الاحلام الوردية ليهود العالم بأرض الميعاد وقد تمكنت من استقطاب مئات الالاف من يهود العالم ، ولكن مَن استعصى على تصديق الحلم الصهيوني هم يهود العراق ، بحيث كانت الهجرة حتى هذا العام غير مشجعة تماما لصهاينة اسرائيل ، وماهي الا مخطط وضعه عتاة الصهاينة بعد فشل سياسة الترغيب لتهجير يهود العراق ونقلهم الى فلسطين يتلخص بترهيب الجاليات اليهودية في العراق من خلال تفجير مقرات عملهم ورمي منشورات تدعوا لقتل كل يهودي في العراق تزامن ذالك بتفجيرات ارهابية طالت من يهود بغداد في زمن بعض الوزارات التي شكلها السويدي .... هي الكفيلة بتوقيع توفيق السويدي نفسه على مذكرة تسمح ليهود العراق بالهجرة الى فلسطين ، وتمت هجرة يهود العراق على الحقيقة لا لانهم معرضون لارهاب من قبل العراقيين على الحقيقة ، ولكن لان الصهاينة ارادوا ان يبنوا بلدا محتلا احتاجوا من خلاله الى شتات يهود العالم وتجميعهم باي صورة تذكر وان كان الارهاب !.
هذه الحادثة التاريخية ليهود العراق بالامس ذكرني بها مايحصل اليوم لمسيحيي العراق وكيفية الهجمة الارهابية التي يتعرض لها مسيحيوا الموصل هذه اللحظة مما استدعى تكوين اسألة في داخلي مفادها :هل اعاد الصهاينة واذنابهم نفس المخطط لتهجير مسيحيي العراق كما هجّر يهودي العراق بالامس ؟.ولكن حتى ان قلنا ان هناك مخطط تهجير فالى اين سيذهب مسيحيي العراق ان هجرو من بلدهم العراق ؟.وهل المطلوب في احداث الموصل تهجير المسيحيين من العراق ككل او من منطقة في العراق على التحديد ؟.وهل هو مخطط يستهدف تجميع المسيحيين العراقيين المشتتين بزوايا العراق الواسع من البصرة حتى زاخو ليس لطردهم خارج العراق بل لتجميعهم في مكان واحد كأن يكون عين كاوة مثلا لاقامة دولتهم الذاتية في داخل العراق كما حصل بالفعل لدولة اسرائيل داخل فلسطين ، وما هي الحاجة الا التجميع العددي للسكان المسيحيين كي يشكلوا ثقلا ديمغرافيا معترفا به دوليا واقليميا ليتم مخطط اقامة الدولة ؟.
اذا اخذنا المخطط على اساس طمع البعض بارهاب المسيحيين العراقيين واضطرارهم للتجمع في مكان وقرى وحدود جغرافية موحدة لاقامة دويلة المسيحيين العراقيين داخل الوطن العراقي ، ففي الصورة نوع من الواقعية في نجاح هذه المؤامرة الخطيرة على العراق من الداخل ، كما اننا اذا فهمنا الصورة على هذا الشكل من التخطيط سوف نفهم الجهة المستفيدة من ارهاب المسيحيين العراقيين وطردهم من محافظات العراق المتنوعة وحشرهم في زاوية جغرافية محددة !.
نعم فليتنبه العراقيون الوطنيون جميعا لفكرة هذا المخطط وعليهم العمل لافشاله بكل وسيله ممكنة لحماية وحدة هذا الشعب ووحدة ترابه من التمزق فانه قريبا سيعلن عنه ولات حين مندم اذا غفل العراقيين عن خبزهم الذي يراد نهبه بالحيلة !
https://telegram.me/buratha